منذ بدء الأزمة السورية منذ أكثر من عام، تمسك الاعلام الرسمي السوري بنظرية “المؤامرة” والعصابات المسلحة، لكنه هذا الاعلام نفسه رفع نظرية المؤامرة تلك الى مستوى غريب لم يخطر في بال أحد بادعاء قناة تلفزيونية موالية لنظام الرئيس بشار الأسد ان “التحليل توصل الى ان تشكيلة فريق برشلونة الاسباني لكرة القدم وطريقتهم في اللعب تمثل طرقا لتهريب السلاح الى الثوار”.
واعربت قناة “الدنيا” عن اقتناعها بأن وسائل اعلام أكبر منها مثل قناة الجزيرة الرياضية، كانت “تشوه الحقائق” في تحليل مباراة ريال مدريد ضد برشلونة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
ويستفيض معلق قناة “الدنيا” ليصل الى ان تحليل تمريرات لاعبي برشلونة يقدم للثوار السوريين ضد نظام الأسد “خريطة تحرك لمهربي السلاح”.
وفي مشهد حاكى أفلام الخيال العلمي، اظهرت القناة ان الكرة تمثل السلاح ولاعبي برشلونة هم المهربون. وتمضي قناة “الدنيا” قائلة ان لاعبي ريال مدريد يقومون بدور “العراقيل والعقبات” أمام وصول السلاح المهرب الى الثوار من لبنان.
وحين يتحدث المحللون عن انتقال الكرة من لاعب لآخر ويراوغون دفاع ريال مدريد، فان هذا يشير، حسب القناة طبعاً، الى مكان وجود السلاح بعد وصوله. ويقول صاحب التعليق ان تمريرة من اللاعب ليونيل ميسي تعني وصول الأسلحة الى الثوار في مدينة دير الزور. وهكذا تمكن المعلق من كشف المؤامرة وفضح مدبريها.
وفي تعليق من الـ”ديلي تيليغراف” على تقرير “الدنيا”، اقترحت الصحيفة، ساخرة من غباء الاعلام الرسمي السوري، ألا تقصر نظريتها على برشلونة. وقالت إن “الدوري الانكليزي يوفر تربة خصبة لنظريات المؤامرة من كل صنف. وعلى سبيل المثال ان وين روني مهاجم مانشستر يونايتد، حين تقتنصه الكاميرا وهو يتلفظ بكلمات غير مؤدبة فان هذه شفرة الى زوجته كولين بأن تسجل برنامجهما المفضل على التلفزيون لكي يتسنى له مشاهدته بعد المباراة”.
وأضافت الصحيفة أن “حركات المدربين على خط الملعب انما هي اشارات الى مخلوقات قادمة من الفضاء الخارجي لغزو الأرض”. وقيل ان المدربين “سيكفون عن استخدام أيديهم بحركات معينة خلال المباريات بعد لفتت قناة “الدنيا” التلفزيونية السورية الرسمية انتباههم الى ما قد تسببه اشاراتهم من أخطار على مستقبل البشرية”.
