لم يكن ينقص الحكومة اللبنانية الغارقة في خلافاتها وأزماتها، إلا أزمة جديدة، طرفاها هذه المرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النواب نبيه بري، الذي عمل خلال الفترة الماضية للحفاظ لى تماسك الحكومة عبر “وصفات سحرية” لتدوير الزوايا بين “الأعدقاء” المتعايشين قصراً داخل الحكومة.
بري خرج عن صمته ودفاعه الدائم عن الحكومة ورئيسها، ليعلن أن هذه الحكومة تأكل من رصيد الأكثرية وتقدم خدمات مجانية للمارضة من خلال العجز في إيجاد حل لأزمة الكهرباء المستمرة منذ سنوات والعجز عن إنجاز “الحدّ الأدنى” من التعيينات المفترضة. ورأى أن “المرحلة هي مرحلة حارة كل مين إيدو إلو”.
كلام بري القاسي، استدعى رداً من ميقاتي، الذي أبدى “استغرابه” لانتقادات بري. وقال “لو كان أحد آخر غير بري ينتقد لتفهمت الأمر”، موضحاً أنّ “الأستاذ” يعرف “البير وغطاه”.
وإضافة إلى الخلاف المستجد، بقي ملف الكهرباء مسبباً لـ “توتّر عالي” بين رئيس الحكومة ووزير الطاقة، جبران باسيل، مع حديث مصادر قيادية في “التيار الوطني الحر” عن سلوك “مريب” لميقاتي، في وقت تحدّث الأخير عن “حلّ” جديد بين يديه يحتاج لنيات صافية. وأوضح ميقاتي أنّه لم يدع اللجنة الوزارية المعنية بملف بواخر الكهرباء الى الاجتماع لأنه أصبح مقتنعاً باستحالة التوصل الى مقاربة مشتركة للموضوع، مشيراً إلى أنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة على تقرير سيرفعه الى مجلس الوزراء متضمّناً تصوّره للخيارات المتاحة للحدّ من أزمة الكهرباء.
