- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ضباب يلف توحيد المعارضة السورية في اسطنبول

وثيقة العهد الوطني لسوريا الجديدة

فايز سارة لـ«أخبار بووم»: نعم للوثيقة ولكن مع وجود ‫قوى ذات تمثيل حقيقي‬

هيثم مناع لـ«أخبار بووم»: أول شروط وحدة المعارضة قدرتها على امتلاك القرار‬

باريس ــ بسّام الطيارة

‫ينعقد الاثنين والثلاثاء في إسطنبول مؤتمر للمعارضة السورية للتحضير لمؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» وذلك سعياً للتوافق بين أفرقاء المعارضة بعد الانشقاقات الأخيرة داخل المجلس الوطني السورية والبلبلة التي تحيق به. ولكن أيضاً هي محاولة أيضاً لإيجاد أرضية يمكن أن تقنع «المعارضات الأخرى» في الداخل والخارج للنضمام للمجلس أو على الأقل للتعاون معه.

‫ومن هنا كان الحديث عن «وثيقة» تؤكد «وحدة الأهداف في الخلاص من النظام»، حسب مصادر في المجلس الوطني وإقامة دولة ديموقراطية تعددية أيضاً حسب ما أعلن المجلس الوطني السوري من اسطنبول.

‫وجاء في البيان الذي صدر عن المجلس، أنه «في إطار الخطوات المقررة استعداداً لانعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا، والتزاماً من المجلس الوطني السوري بضرورة تعزيز العمل المشترك بين أطراف المعارضة السورية، ينعقد في إسطنبول في ٢٦ و٢٧ من الشهر الجاري، مؤتمر المعارضة السورية».

‫وأضاف أن المؤتمر «يقام للتوافق على وثيقة (العهد الوطني لسوريا الجديدة)، تأكيدا على وحدة أهداف المعارضة السورية في الخلاص من نظام الاستبداد والوصول إلى الهدف الأسمى في إقامة الدولة المدنية الديموقراطية التعددية».

‫وفي دعوة مباشرة لأطراف المعارضة الأخرى، رأى المجلس الوطني السوري في هذا المؤتمر «فرصة حقيقة لإثبات التفاف جميع أطراف المعارضة السورية حول أهداف الثورة». ولذا فهو ناشد الجميع «عدم تفويت هذه الفرصة في هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ الذي يسطره صمود شعبنا العظيم للانتقال من الأقوال إلى الأفعال والتحلي بأقصى درجات المسؤولية المترتبة على جميع أطراف المعارضة والشخصيات الوطنية من كل الأطياف والشرائح الاجتماعية والاقتصادية والثقافية».

‫«أخبار بووم» سألت المعارض في الداخل فايز سارة عن رأيه في هذه المقاربة الساعية لتوحيد المعارضة. يقول: «نعم بالتأكيد فان عقد مؤتمر لوحدة المعارضة السورية من الناحية السياسية أمر مهم خاصة في ظل الظروف التي تحيط بسوريا بعد عام من ثورة السوريين. غير ان عقد المؤتمر بحاجة الى أمرين اثنين الاول وجود وثيقة تجمع وتوحد السوريين على اساس اهداف ثورتهم ومحتوياتها، والتي يمكن

‫تكثيفها في رغبة السوريين ببناء دولة ديمقراطية تعددية، توفر العدالة والمساواة وتصون حقوق الانسان وتحميها، والامر الثاني، يتمثل في حضور أشخاص وقوى ذات تمثيل حقيقي ومقبول من السوريين، وهو ما يعطي المؤتمر ونتائجه مصداقية، ويوفر لنتائجه حاملا سياسيا واجتماعيا وثقافيا».

‫ويتابع «اذا نظرنا لمؤتمر اسطنبول ووثيقته المطروحة من هذه الزاوية، يمكننا القول إذا كان المؤتمر ونتائجه المتوقعة يتناسب مع طموحات ومطالب السوريين في هذه المرحلة ام لا».

‫وتوجهت «أخبار بووم» إلى المعارض في الخارج هيثم مناع بنفس السؤال، فكانت الإجابة التالية: «مجموعة اسطنبول تحاول سرقة مؤتمر الجامعة العربية لتوحيد المعارضة وتكريسه لطرف واحد بشروط وقراءة قطرية تركية ، كذلك تسرق فكرة هيئة التنسيق الوطنية التي قدمت ميثاق عهد الكرامة والحقوق لتقدم نصاً يفتقد للأساسيات إرضاء للحساسيات الخليجية والإسلاموية»

‫ويتابع «لكن هذه المحاولة ستفشل لأن أول شروط وحدة المعارضة قدرتها على امتلاك القرار والفعل.. يمكنهم تحويل الفقير إلى غني ولكن لا يمكنهم فبركة مصير شعب».

‫المعارض ميشال كيلو كان قد أطر المطلوب من هذه الوثيقة في مقابلة عشية لقاء اسطنبول بعد أن أكد أنه على «تواصل دائم مع برهان غليون» رئيس المجلس الوطني وشرح المطلوب من الوثيقة أن تضع ‫«قواسم مشتركة عريضة، فليس من الضروري التوحد على كل قضية سياسية». ويدعو في نفس الوقت إلى إيجاد «أسس تبنى عليها الوحدة، ثم تبنى عليها سوريا القادمة» وأعطى أمثلة على هذه الثوابت بأنها «وحدة الدولة ووحدة الشعب واحترام الحريات، المصالح العليا للدولة والالتزام بعروبة سوريا وما يترتب على ذلك من مهام كالإلتزام بالصراع ضد الصهيونية والمحافظة على حرية سوريا وتنمية البلد».

‫هل ينتهي المؤتمر الثاني كما انتهى الأول من دون الوصول إلى توحيد المعارضة التي هي «شرط أولي لاعتراف الحلفاء بالمجلس كممثل شرعي للشعب السوري»، أن ينجح غليون بفرض توحيد المعارضة على الفئات والتيارات التي يتألف منها المجلس. أخر الأخبار تقول إن رئيس المجلس نفسه متشائم «ليس من موقف المعارضات خارج المجلس بل التيارات المتنازعة داخله».

 ‬