آسانج: وضع مالي متدهور
اتهم مؤسس موقع “ويكيليكس” الشهير، جوليان آسانج، دار نشر “كانونجيت” بالتربّح من وراء نشر مذكراته، من دون موافقته، واصفاً المذكرات بأنها “مخطوط غير مكتمل وبعيد عن الصحة”، وذلك بعدما حاول الانسحاب من الصفقة التي بلغت قيمتها 930 ألف جنيه إسترليني، لكن من دون جدوى. وأضاف أن الأحداث غير المصرح بها، المحيطة بنشر المذكرات، لا علاقة لها بحرية الحصول على المعلومات، ولكنها “تعبر عن الانتهازية والنفاق للحصول على المال”.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، تعتمد النسخة التي أطلقها الناشر على مسودة لمخطوط أوّلي من 70 ألف كلمة كتبها آسانج بمساعدة الروائي أندرو أوهاجين، الذي طلب عدم ذكر اسمه على الكتاب، وقدمه للناشر في آذار/مارس الماضي. وقد أطلق الناشر المذكرات في سرية تامة ليحول دون استصدار آسانج لأمر قضائي بمنع النشر.
وكان آسانج قد وقع على الصفقة في آذار/مارس الماضي، معتبراً أن كتابه سيصبح “أحد الوثائق الجامعة للجيل”، لكنه عدل عن رأيه بعدما انتهت المسودة الأولية التي حصلت عليها دار النشر منه شخصياً، “خوفاً من أن تصبح المذكرات مصدراً ودليلاً للمدعي العام الأميركي لتوجيه اتهامات جديدة له”.
في هذا السياق، اشارت الصحيفة إلى أن آسانج قال، بعد أن قرأ الصيغة الأولى للكتاب: “إن كتابة المذكرات هو بمثابة ممارسة الدعارة”.
ويشمل الكتاب التعليقات المباشرة الاولى لآسانج، على الاتهامات الموجهة اليه بالاغتصاب والتحرش الجنسي بامراتين في السويد في اب/اغسطس العام الماضي، حيث يكافح للحيلولة دون تسليمه من بريطانيا الى السويد لمواجهة المحاكمة.
كما يصف في المسودة الاثارة التي ينطوي عليها الاختراق الالكتروني لأسرار الغير وفخره بنشر معلومات رسمية سرية، مندداً بما يصفه بـ “البلادة” من جانب وسائل الاعلام التقليدية في محاسبة الحكومات والمؤسسات.
ودخل اسانج في صراع مع الناشر حول الدفعة التي حصل عليها الاول مقدماً، وتبلغ 500 ألف جنيه استرليني، ولم يعدها آسانج حتى الآن، بعدما أنفقها على الدعاوى القضائية المرفوعة ضده. وكان الناشر أعطاه مهلة شهرين، انتهت أمس، ليعمل على المسودة، ولكن آسانج لم يستجب، إذ كان يأمل في استصدار أمر قضائي بإيقاف النشر.
واشارت «الغارديان» إلى أن وضع آسانج المالي المتدهور قد يتحسن بنشر المذكرات، بعدما أكدت دار النشر أنها سوف تدفع لآسانج أرباح البيع، في حال غطت المبيعات مبلغ الـ 500 ألف جنيه استرليني الذي حصل عليه كدفعة أولية. وقد تنقذ تلك الأموال موقف آسانج، مع تزايد نفقاته المالية بسبب الدعاوى القضائية المرفوعة ضده والحصار المالي المفروض عليه والذي يهدد استمرار عمل موقع “ويكيليكس”.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إن دار النشر “كانونجيت”، ومقرها العاصمة الإسكتلندية أدنبره، ستبيع مذكرات أسانج بمتاجر بيع الكتب وعلى الإنترنت، لكنها لن تُنشر في الولايات المتحدة، إذ فسخت دار النشر، التي كانت ستوزع الكتاب هناك، عقد تسويق الكتاب لعدم اكتمال المسودة.