- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الأسد واثق من تفوقه على “تكتيكات حرب العصابات”

تتوقع الولايات المتحدة وغيرها من وكالات الاستخبارات وخبراء من القطاع الخاص في أوروبا والشرق الأوسط، أن الأسد سيبقى ممسكاً بزمام السلطة، ويتحدى الحركة الاحتجاجية التي تتطور إلى حرب العصابات.

إذاً، وبحسب موقع “بلومبرغ” الاخباري، قد لا تكون أيام الرئيس السوري بشار الأسد معدودة، كما توقع زعماء العالم عندما اندلعت الاحتجاجات المعادية للنظام في مختلف أنحاء البلاد قبل عام.

ونقل الموقع عن مسؤولين في المخابرات ان الزعيم السوري قد “فاز في الجولة الاولى من المعركة من خلال إرغام الثوار على الفرار من معاقلهم في المناطق الريفية”. واستدرك أنه وعلى الرغم من أنه قد يكون غير قادر على سحق المعارضة، إلا أنه من المقدر أن يستمر الأسد على الأقل حتى عام 2013، وفقا لخبراء إقليميين منهم جوشوا لانديس، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما في نورمان.
ويشير الموقع، على لسان كين بولاك، مدير منطقة الخليج العربي في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس كلينتون، الى انه “كان من الخطأ المراهنة ضد النظام، الذي يعمل بشكل متماسك، وهناك احتمالات ان تكون له اليد العليا في المعركة”، مضيفاً أن “المعارضة، التي انتظرت دون جدوى للحصول على مساعدة خارجية لم تتحقق، بدأت بتبديل تكتيكاتها”.

وفي تحليل ميداني، بدأ الثوار المقالون يعانون من نقص في الذخيرة، ويحاربون الجيش النظامي الذين يفوقهم عدداً وعدة، لإنهاء حكم آل الأسد الذي استمر منذ نحو أربعة عقود. وبعد ان فشلت المحاولات في الحصول على الدعم العسكري من الدول الأجنبية، أصبح واضحاً ان المقالين يعتمدون الآن على نوع من الكر والفر في شن هجماتهم.
واعتبر الموقع أن الصراع المفتوح في سوريا يهدد الاستقرار في المنطقة، إذ أدى الاقتتال إلى “لجوء الآلاف من السوريين عبر الحدود إلى تركيا، وقد تمتد هذه التوترات إلى لبنان والعراق، كما يمكن أن يهدد الحكم الهاشمي في الأردن”.

ويقول جورج لوبيز من معهد كروك لدراسات السلام الدولية في جامعة نوتردامبولاية انديانا، إن الأزمة السورية وصل الى “نقطة اللاعودة”، مشيراً إلى أن “هناك حوافز قليلة لتغيير اتجاهها، نظرا للأزمة الوجودية التي غرقت فيها”.

واستناداً على هذه الوقائع، اعتبر الموقع أن “الأمل يتضاءل في أن يتوقف الأسد عن الحملة الدموية التي يشنها نظامه ضد المعارضة غير المجهزة والتي تفتقد إلى التنظيم لدرجة أنها عاجزة عن تشكيل تهديد حقيقي عليه”، وفقاً لدبلوماسيين في الامم المتحدة طلبوا عدم الكشف عن هويتهم. وأضافوا أنه في حين أن معظم القادة يتفقون على أن عدم التصرف بشأن الأزمة في سوريا سيكون كارثياً، أدت الدبلوماسية إلى سلسلة من الطرقات المسدودة، كما انه ليس هناك شهية للتدخل العسكري  في أميركا وفرنسا، لا سيما وأنهما على أبواب انتخابات رئاسية.

وفي حين بدأت حقائق جديدة بدات تفرض نفسها على الأرض، يبدو أن الدول الغربية وبعض حلفائها العرب بدأت في إعادة النظر بتوقعاتها، لاسيما وأن العديد من زعماء الغرب يقولون اليوم ان الأاسد لن ينهار سريعاً كما حصل في مصر عند إسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك، أو غيره من الزعماء الذين نزعهم الربيع العربي عن السلطة.

يقول لانديس ان روسيا، التي استخدمت حق النقض (الفيتو) مرتين في مجلس الأمن للتصويت ضد قرار يدعو إلى تنحي الأسد “تحاول شراء الوقت للأسد. والرئيس السوري رأى هذه الفرصة وانتهزها”. واضاف ان المعارضة السورية ارتكبت “أخطاء سيئة ومكلفة” في محاولة للسيطرة على المناطق، والاعتماد فقط على الجيش السوري الحر، ما أدى إلى تقزيم قوة الثوار، لاعتماده على المنشقين العسكريين والمدنيين الذين تركوا الاحتجاج السلمي.
وبحسب التقارير الصحافية، تعاني المعارضة من تصدعات وانفصال متزايد بين المجلس الوطني السوري والشعب على أرض الواقع. فالمجموعة الأولى في المهجر، بينما المعارضون السوريون في الداخل يخاطرون بحياتهم.

ويقارن لانديس، سوريا بالعراق، من ناحية تحول الاحتجاجات إلى اقتتال طائفي، محذراً من ان “سوريا فيها مجتمع مسلم كبير ومختلط مثل العراق”، مضيفاً: “شاهدنا هذا السيناريو من قبل، ونحن نعرف كيف ينتهي.”