يقول الشاعر “آه من السكون الضارب في أعماق الصخور” هكذا يمكن وصف الحالة السياسية في لبنان: هدوء في الظاهر وتوتر هادئ تحت صخور الجمود السياسي. شخصية مهمة في تيار المستقبل جمعت عدداً محدوداً جداً من رجال الإعلام في جلسة هادئة لـ “جولة أفق”، بدأتها الشخصية بـ “نحن أصحاب قضية”، واستدركت “ولكننا نمد يدنا للجهة المقابلة”، وبالمقابل “لا نقبل فحص دم”.
غيرأن وراء هذه المقدمة «الكلاسيكية” أبواباً متعددة، منها ما فتحت على طروحات جديدة ومنها ما أغلقت لتبقي ملفات عالقة.
أولاً نال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المديح والإشادة والدعم، ليس فقط في مواجهة “نصف الحكومة” بل أيضاً تجاه “حليفه وزير المال محمد الصفدي” . بالنسبة للحكومة فقد وصفت بأنها “مثل سيارة يقودها ٣٠ سائقاً” ولا مستقبل لها البتة. وهنا فتحت الشخصية دفتر الماضي وقالت إنها نصحت ميقاتي بحكومة تكنوقراط من ٢٤ وزيراً “إلا أنه لم يقبل… أو لم يستطع” إلى ذلك سبيلاً. وقد نال وزير المال حصته من النقد فهو “لا يحمي الحكومة بل يحمي أوضاعه”، أما الموازنة “فهم يفعلون تماماً ما فعلنا عندما كنا بالحكم” . وبعد ضحكة بسيطة تتابع الشخصية مع ابتسامة “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها”.
وتكشف هذه الشخصية أن فريق ١٤ آذار “قرر العمل على تخفيض منسوب التشنج”، في ذلك إشارة إلى السيد حسن نصر الله الذي “ترك في خطابه الأخير هامشاً للمبادرات”، وبعد تردد بسيط تكمل الشخصية بالقول “ولكن رعد أخرج السكاكين”، ولكن هذا لا يعني إقفال الباب أمام الحوارإذ أنه “لمعالجة أي مشكلة يجب الاعتراف بالآخر”.
ويبدو أن “الآخر” لم يعد يشمل الميقاتي الذي تلقى مديحاً بعد مديح في تلك الجلسة بل هو “يمكن أن يكون رئيس حكومة تكنوقراط لإدارة الانتخابات المقبلة، نحن نقبل به”. أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فتراه الشخصية “مثل الشليمون يشفط في نفط لبنان وكأنه ملكه”. وتدعوه لتطبيق “فصل السلطات وعدم قضم صلاحيات رئيس الحكومة في الأمر السلطة التنفيذية”.
لقاء صراحة يمكن وضعه تحت شعار بدء التحضير للانتخابات، إلا أن الغائب الأكبر عن هذه “الجولة التمهيدية” كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. لم تأت الشخصية على ذكر اسمه البتة ما ينم عن تفهمها لحالة التوازن التي يقف فيها فلم ترد “هز الغصن حتى لا يقفز إلى الجانب الآخر”.