- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لا تصغ إلى عباس …انصت إلى نتانياهو

نقطة على السطر

بسّام الطيارة
نحن هنا عرب وعجم ما لنا وخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نحن الواعون للقضية الفلسطينية ما لنا بحديث طويل يشرح لنا ما نعرفه من ظلم دام ٦٣ عاماً، ويشير لنا إلى شعب من دون أرض، ويعيد تكرار أشعار لمحمود درويش.
ما لنا ولهذا الحديث فلنلتفت إلى حديث رئيس وزراء دولة إسرائيل، الذي لم يعد يكتفي بـ«وعد الفيتو»، بل يريد الذهاب أبعد في استغلال هذا الانتصار ليس فقط على عباس بل على 192 دولة اجتمعت في مقر الأمم المتحدة لتستمع إليه يهينها وينتقدها.
فنتنياهو سخر من المنظمة واستهزأ بها ونعتها بأبشع النعوت من دون أن ينبس أحدُ من الحاضرين كلمة ليدافع عن منظمة أنشئت لتكون أعلى سلطة على وجه الأرض لحفظ السلام عبر قوانين دولية اتفق عليها بين الأمم للانتهاء من شريعة الغاب.
هذه القوانين أدانت كل ما قامت به إسرائيل منذ عام ١٩٤٨، ولكنها كانت حبراً على الورق. سخر رئيس الوزراء الإسرائيلي منها ووصف المنظمة بأنها «مرتع للكذب مهمته إدانة إسرائيل»، وكأن المنظمة أنشئت من أجل إسرائيل. وقد يكون معه حق، فالمنظمة الدولية كانت لردع دول تفعل ما تفعله إسرائيل.
نتنياهو يصرخ في وجه 191 دولة: إن إسرائيل منذ ٦٣ عاما تريد السلام وأن العرب يرفضون يد السلام الممدودة. يسأل ويجيب «يريدون دولة من دون سلام». جميل التلاعب الألسني والخزعبلات اللفظية ولكن لا نلوم نتنياهو البتة، فالجميع حاضر هنا مستمعاً لا حول له ولا قوة ولا مجال لتفعيل العقل.
رئيس الدولة العبرية يلعب على حرير لأنه يعرف المعادلة «أميركا+ إسرائيل= 193 دولة». يمكنه أن يقول ما يريد.
لكن نتنياهو لا يكذب البتة. المسؤول الإسرائيلي يقول الحقيقة. الحاضرون ينصتون ولا يسمعون وإن سمعوا فهم لا يفقهون أو يتجاهلون ما يفقهونه. لو أرادو الفهم لسمعوا أن نتنياهو يقول صراحة «لا أرض لدي لأعطيها لأحد»، فهو لا يكذب. بل قالها صراحة.
قال إن «العالم حول إسرائيل أصبح أكثر خطورة» وأثار قضية «مساحة الدولة العبرية الصغيرة»، حيث لا يمكن حمايتها «من دون الضفة» لأنه لا يستطيع تقليص مجال إسرائيل الجوي، ومن هنا ضرورة السيطرة على «مناطق استراتيجية».
ولكن هذا لا يمنعه من فرض «إقامة سلام» على محاوره الفلسطيني «ثم نقيم دولة». أين؟ لا جواب! (ضحك)
رغم هذا سارعت «الرباعية» (ألم يسمع أعضاؤها ما قاله نتانياهو؟) لإصدار بيان يدعو إلى مفاوضات. حول ماذا؟ الأرض الحدود! (بكاء)
يعتبر الفلسطينيون أنهم سجلوا «نصراً معنوياً» إنه «نصر مضحك» عندما نسمع ما قاله نتنياهو، و«نصر مبكي أليم» عندما نرى أن 191 دولة ما زالت تقطع الوقت وتستمع إلى عربدة دولتين تحكمان العالم وتتحكمان بمصائر شعوبه.
نفهم من دورة ٢٠١١ لجمعية الأمم المتحدة أن جميع الحاضرين قد حفظوا المعادلة  «الأمم: 2 = 193» ولن تضاف دولة فلسطين لتكسر هذه المعادلة الحسابية.