- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تساؤلات حول استمرارية الدور القطري في المنطقة

اعتبرت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” أن دولة قطر، تلك الإمارة الصغيرة الغنية بالغاز، برزت كدولة ذات دور أساسي “غير متوقع في المنطقة”، وتميزت بأنها “لاعب يسدد لكمات أكبر من وزنه” في أحداث الربيع العربي.

وفي هذا السياق، وفي الوقت الذي انشغلت فيه جميع الدول التقليدية ذات الثقل في العالم العربي- مصر، سوريا، العراق، والمملكة العربية السعودية– في شؤونها الخاصة في العام الماضي، لحظت الصحيفة أن قطر عمدت إلى “تكثيف جهودها لملء الفراغ القيادي، فأرسلت أسلحة الى الثوار الليبيين، ودعمت جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة قانوناً منذ فترة طويلة في مصر، وكانت الدولة العربية الاولى التي تغلق سفارتها في سوريا للاحتجاج على حملة الرئيس السوري بشار الاسد ضد المعارضين”.

وطرحت الـ”كريستيان ساينس مونيتور” تساؤلات حقيقية عن مدى استدامة دور قطر القيادي في المنطقة، قائلة إن “الاستياء بات واضحاً من جهود قطر في كل من ليبيا ومصر، فيما بدأ صبر الخليج ينفذ تجاه جرأة قطر في المنطقة. وربما الأهم من ذلك كله، هو ابتعاد قطر عن الحياد واعتمادها جدول أعمال خارجي أكثر نشاطاً قد يشكل تحديات كبيرة في المستقبل المنظور”.

ونقلت الصحيفة عن كريستيان كوتس اولركسون، الخبير في شؤون السياسة الخليجية في جامعة لندن للاقتصاد قوله إن “قطر بدأت تفقد سمعتها كدولة حيادية. انها تلعب لعبة سياسية للغاية، وهذا قد يؤدي إلى عواقب تطاردها”.

اعتبرت الصحيفة أن حقيقة ان قطر لديها علاقات جيدة مع الجميع تقريباً، جعلتها لاعباً لا يقدر بثمن عندما بدأ الربيع العربي. كما انها تملك العديد من الأوراق القوية مثل المال، الطموح، وقناة الجزيرة، الفضائية الاخبارية الشهيرة.

في هذا السياق، اعتبر سلمان الشيخ ، مدير مركز بروكنغز الدوحة، ان “القطريين رأوا ان هناك نظاماً جديداً في المنطقة يعيد تشكيل الشرق الأوسط، أرادوا ان يكونوا جزءاً من هذا التغيير، وأن يكون لهم دوراً قيادياً فيه”.

من جهته، اشار أولركسون إلى أن “قطر تستطيع تحقيق الكثير، فيمكنها تمويل وتسليح حركة معارضة في شهر واحد، بطريقة لا يستطيع الغرب تنفيذها”.

فبعد الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ذكرت الصحيفة أن قناة الجزيرة القطرية تلقت إشادة لتغطيتها أحداث ميدان التحريري، وتعهدت قطر بتقديم استثمارات بقيمة 10 مليار دولار لدعم الاقتصاد المصري المتعثر.

وفي الإطار نفسه، وخلال الثورة في ليبيا، ارتفعت الأعلام القطرية بشكل بارز في معاقل الثوار في بنغازي. وتوجه راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة الاسلامي، الذي هيمن على أول انتخابات ما بعد الثورة في تونس، إلى قطر كأول دولة في جولة ما بعد الانتخابات التونسية.

لكن، وفي اجابة على تساؤل ما اذا كانت الجهود القطرية تقتصر على التضامن فقط، اوردت الصحيفة أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني، اتهم رئيس الوزراء الليبي المنتهية ولايته محمد جبريل الدوحة بالتمويل الانتقائي لبعض الفصائل المتمردة. ويقول المراقبون ان قطر لعبت ايضاً دور الدعم التفاضلي بتمويل ودعم الاخوان المسلمين، كما ان الدوحة أرجأت استثماراتها الموعودة لدعم الاقتصاد المصري.

وتنقل الصحيفة عن التونسيين الذين يعارضون علاقات الصداقة بين الدوحة وحزب النهضة، ان قطر عملت على تمويل الحزب ليفوز في الانتخابات. وقال العديد من الليبراليين التونسيين ان حزب النهضة الإسلامي قد حصل على الموارد اللازمة لتمويل انتصاره المدوي من “اموال قطر”.
وأشارت الـ”ساينس مونيتور” إلى أن الدول المعارضة للتدخل في سوريا باتت أكثر عداءً تجاه قطر، إذ ذكرت التقارير الإخبارية في مطلع شهر شباط/ فبراير، أن مبعوث روسيا لدى الامم المتحدة هدد وزير الخارجية القطري، وقال له ولبلاده: “عودوا إلى حجمكم”.

إلى جانب ذلك، بدأ العرب ينأون بأنفسهم عن النشاط في قطر، فالغنوشي على سبيل المثال، وبحسب الصحيفة، سارع لتبرير زيارته الى الدوحة مشدداً على أنها شخصية. كما رفض متحدث باسم المجلس الوطني السوري أيضاً الحديث عن أي ارتباط مع قطر في الشهر الماضي.

وأكد مستشار الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري أسامة المنجد: “ليست هناك علاقة خاصة مع قطر. الدوحة مجرد مكان جيد لعقد اجتماع”.