- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“الانتفاضات العربية”: أيّ اسم يطلق على هذه اللّحظة التاريخية؟

الجزائر – وردة السعدي

“أيّ اسم يطلق على هذه اللّحظة التاريخية؟”، هذا هو العنوان العريض للجزء الأول من المنتدى العالمي “الربيع العربي بين ورود الثورات وآليات الثورات المضادة”، الذّي انطلقت أعماله صباح الجمعة 23 أيلول/سبتمبر بالجزائر العاصمة وحضره العديد من المفكرين والباحثين والأساتذة وشخصيات وطنية ودولية أخرى.
وقد شارك كل من المؤرخ محمد حربي، كرئيس للجلسة، وأستاذ علم الاجتماع  بجامعة وهران جمال غريد، والمؤرخ وأستاذ جامعة باريس ديدروه عمر كارلييه، والمؤرّخ والأستاذ الفخري بجامعة باريس 8  رينيه غاليسوه ويوسف بلال” باحث في معهد الشّرق الأوسط بجامعة كولومبيا لنقاش هذا الموضوع ومحاولة فهم هذه الظاهرة اللّسانية.
ثورة أم انتفاضة أم تمرّد؟ أيّ اسم يطلق على هذه التقلّبات التّي هزّت العديد من المجتمعات العربية؟ من جهته، أشار محمد حربي إلى أنّ “لغة الصّحافة هي المعتمدة فالوقت جدّ مبكّر لتحديد ووضع لغة علمية دقيقة وشاملة”، وحتّى وإن لم يحدّد بعد المصطلح المناسب فالشّيء الأكيد هو أنّ أسباب هذه الانتفاضات هي نفسها: التّخلّص من النّخبة الحاكمة القمعية الفاشية والوصول إلى الكرامة الإنسانية والعيش الكريم والتّحرّر من أنظمة الحكم البالية والمتعفّنة.
قبل بضع سنوات، كانت النّخبة هي التّي تقوم بالإطاحة بالأنظمة البالية، غير أنّ هذه النّخبة، التّي كانت تمثّل أداة تحرير، انتهجت نفس أساليب قمع الطّغاة التّي حاربتها قبل. وفي هذا المضمار، شرح الأستاذ كارلييه أنّ “بعد حروب التّحرير في المغرب العربي، استولت العائلة الثورية على كلّ شيء من ثروات ونهبت خيرات الوطن”، وهي أكبر صدمة للشّعوب المغربية التّي ما لبثت أن تخلّصت من الاستعمار لتجد نفسها بين براثين قمع أبناء وطنها.
الفضل كلّه يعود إلى الشّهيد محمد بوعزيزي، الذّي أضرم النّار في نفسه في تونس ليفتح طريق التّغيير، “إنّه النّموذج الأصلي للخرّجين العاطلين عن العمل”، وبالرّغم أنّه لم يكن بالشّخص الجامعي حسب مفهومنا فإنّه قلّب الموازين بشكل جذري. ويضيف المؤرّخ “لأنّ ما حدث له كان له معنى وأثر كبير على نفسه لذلك كان له صدى ووقع على الآخرين”.
كما تطرق الحاضرون خلال مداخلاتهم إلى مواضيع عديدة متعلّقة بالسّياسات والتيارات الإسلامية المتشدّدة. نوّه الأستاذ بلال إلى أنّ “الثّورات قامت بعلمنة السّياسات، فالخطاب الإسلاموي لم يكن إلا ورقة تجارية تلوّح بها الأنظمة الاستبدادية لأغراض داخلية وخارجية. لكن هناك فرق بين الوعظ والسّياسة سواء كان ذلك في تونس أو مصر”.