تواطؤ ديموقراطي
موسكو ٠ «أخبار بووم»
تشهد روسيا «يويو» تبادل أدوار بين الثنائي الحاكم، الرئيس ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين، بشكل يقطع الطريق على إمكانية ظهور معارضة ويفضح «مرحلة حكم مدفيديف»، كونها كانت فقط «ستاراً لحكم بوتين»، ويبيّن أن كل ما قيل عن تباين في الرأي وتنافس بينهما لم يكن سوى «تمثيلية» على حساب الشعب الروسي.
إذا لا يوجد احتمال لخوضهما منافسة على مقعد الرئاسة في الانتخابات المقبلة في مطلع آذار/مارس ٢٠١٢، ما يشكل ضربة قاصمة للأحزاب الأخرى التي كانت تستعد لخوض انتخابات تشريعية بعد شهرين والتحضير للبحث عن منافس «جدي» لمدفيديف، قبل أن يأتي الإعلان ليقلب حساباتها رأساً على عقب.
وقد جاء إعلان «التداول في قمة الهرم السياسي» بشكل «متتابع»، خلال مؤتمر حزب «روسيا الموحدة»، وهو الحزب الحاكم الذي يرأسه بوتين، والذي عُقد لإعلان لوائح المرشحين للانتخابات التشريعية. وكانت التوقعات أن يكون بوتين على رأس اللائحة، بوصفه زعيماً للحزب، إلا أن بوتين رشح مدفيديف لترؤس مرشحي الحزب، ما يعني أنه سوف يكون رئيس وزراء روسيا المقبل. وقد قبل مدفيديف العرض وأعلن عن استعداده لخوض المعركة، واغتنم الفرصة ليرشح بوتين لخوض انتخابات الرئاسة، على اعتبار أنه «الشخص المناسب لتولي هذا المنصب في هذه المرحلة» وهو ما قبله بوتين …فوراً.
ويرى خبير متابع في موسكو أن من أهداف الحزب الآن، بعدما طوى صفحة التنافس بين تياري بوتين ومدفيديف، الحصول على أكثر من ثلثي مقاعد مجلس الدوما (٤٥٠) ما يسمح له بتغيير القوانين وسن الجديد منها، من دون الاعتماد على ضمان بعض أصوات قوى المعارضة. وقد يشكل إعلان «تداول السلطة الحصرية»، كما وصفها الخبير تثبيطاً لعزم الناخب الروسي وامتناع شرائح واسعة عن المشاركة، ما يمكن أن يسهل حصول الحزب الحاكم على عدد وافر من المقاعد يحقق هذا الهدف.