- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: استمرار العنف رغم وعود الأسد

قصفت القوات السورية أهدافا للمعارضة في مدينة حمص الاثنين، رغم وعد الرئيس بشار الأسد للمبعوث الدولي للسلام كوفي أنان بوقف إطلاق النار وسحب الدبابات والمدفعية.

ومن المقرر أن يبلغ أنان مجلس الأمن الدولي في نيويورك في وقت لاحق الاثنين بما اذا كان قد شاهد اي تقدم نحو تنفيذ خطته للسلام التي ناقشها مع الأسد في دمشق في العاشر من مارس/ آذار.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن 70 شخصا قتلوا الأحد بينهم 12 مدنيا من جراء القصف ونيران القناصة في حمص. وأضاف أن 19 جنديا و12 من مقاتلي المعارضة قتلوا في الاشتباكات. وتابع أن خمسة قتلوا الاثنين في محافظة حمص بوسط البلاد. وقال إن قنبلة انفجرت في كشك في حلب ثاني اكبر مدن بسوريا مما أسفر عن مقتل صاحبه وهو مؤيد للأسد. وقتل اثنان على الأقل وأصيب ثمانية حين قصف الجيش قرى في محافظة ادلب بشمال البلاد والمتاخمة لتركيا.
وقال مسؤولون أتراك إن اللاجئين يعبرون الحدود بمعدل نحو 400 في اليوم. ولجأ اكثر من 40 الف سوري لدول مجاورة منذ تفجرت الاضطرابات العام الماضي وفقا لأرقام الأمم المتحدة.

وكان أنان طلب من الأسد الأسبوع الماضي وقف العمليات العسكرية فورا وقال مقاتلو الجيش السوري الحر إنهم سيوقفون إطلاق النار اذا سحبت الحكومة الأسلحة الثقيلة من المدن. لكن الأسد قال إن عليه الحفاظ على الأمن في المناطق الحضرية.

وتقول الأمم المتحدة إن قوات الجيش والأمن السورية قتلت ما يزيد عن تسعة آلاف شخص على مدى الاشهر الاثني عشر الماضية. وتقول دمشق إن المتمردين قتلوا ثلاثة آلاف من أفراد الجيش والشرطة.
وينحي الأسد باللائمة في الاضطرابات على “إرهابيين” مدعومين من الخارج وطرح برنامجا اصلاحيا رفضه المعارضون له في الداخل والخارج.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن خطط إجراء الانتخابات في السابع من مايو/ ايار ستمضي قدما وإن السوريين سيتمكنون خلالها من اختيار من يرونه مناسبا ليمثلهم.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في اسطنبول إن حكومة الأسد لديها قائمة طويلة من الوعود التي حنثت بها وستواجه عواقب وخيمة اذا لم تتوقف عن استهداف المدنيين. وأضافت أن الولايات المتحدة ستمد المعارضة بأجهزة اتصالات وتبحث توسيع نطاق الدعم مع حلفائها. غير أن واشنطن لم تظهر استعدادا يذكر لتسليح المعارضين وتدعم خطة أنان في الوقت الحالي.

وحضر وزراء من الولايات المتحدة واوروبا ودول عربية اجتماع اصدقاء سوريا في اسطنبول امس وقالوا إنه لم يعد امام الأسد الكثير من الوقت لتنفيذ ما وعد به أنان ويشمل ذلك وقف إطلاق النار وسحب القوات من المدن والسماح بدخول المساعدات الانسانية. وغابت روسيا والصين عن الاجتماع مما يعبر عن انقسام رد الفعل الدولي على الأزمة السورية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الاثنين إن خطة أنان ينبغي أن تخضع لتقييم مجلس الأمن وليس “أصدقاء سوريا”.
ونقلت عنه وكالة انترفاكس للأنباء قوله “مجلس الأمن سيقيم من يجب عليه تنفيذ مقترحاته وكيفية ذلك.”
ولم يتطرق اجتماع اسطنبول الى تسليح الجيش السوري الحر المعارض وهو ما تدعو اليه بعض دول الخليج.
واعترف الاجتماع بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا لكل السوريين لكنه لم يمنحه اعترافا كاملا مما يعكس غياب وحدة المعارضة التي تضم نشطاء مدنيين ومعارضين مسلحين وسياسيين يعيشون في المنفى.
وعلى الرغم من حذر القوى الغربية من التدخل العسكري دق وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ناقوس الخطر حين قارن الوضع بالبوسنة في التسعينات. وقال “في حالة البوسنة كان المجتمع الدولي بطيئا جدا وبالتالي فقدنا الكثير من الناس… في حالة سوريا يجب أن نتحرك دون إبطاء.”