- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

وتومبوكتو… “لؤلؤة الصحراء” في يد القاعدة

خاص – «أخبار بووم»

أخيراً بات لتنظيم القاعدة «مدينة مقدسة»، بعدما دخل المتمردون الطوارق الى مدينة «تومبوكتو» التاريخية، التي يكرس سقوطها الوشيك سيطرتهم شبه الكاملة على شمال شرق مالي. ولكن الإمساك بـ«لؤلؤة الصحراء» يعطيهم وزناً دينياً لا جدال فيه بسيطرتهم على مدينة الـ «٣٣٣ قديساً».
أول ما يلفت الانتباه هو أن الثوار الطوارق تفاوضوا على دخول المدينة بعد اتفاق مع مجموعة «عربية» كانت موالية للسلطة تمركزت في المدينة قبل أن تنقلب عليها، ما سبب فرار غالبية الجنود الماليين التابعين للجيش الرسمي. كما أن مجموعات اسلامية دعمت تقدم الطوارق منذ بداية تحركهم نحو الجنوب، من دون مواجهة مقاومة تذكر. وقال مصدر فرنسي مسؤول إن «الخوف من تقسيم البلاد بات واقعاً».
إذ بعدما سيطرت المجموعات المسلحة على «غاو»، كبرى مدن شمال مالي، هاجمت الحركة الوطنية لتحرير «ازواد»، وهي ابرز عناصر تمرد الطوارق، بمساعدة جماعات اسلامية «تومبوكتو» وسيطرت عليها.
وتقع المدينة التاريخية على مسافة ٨٠٠ كلم شمال شرق العاصمة باماكو، وهي بنيت على ضفتي نهر النيجر، ومسجلة على لائحة التراث العالمي في اليونسكو، ويسكنها تسعين الف نسمة، وكانت حتى ساعات قليلة ماضية مقر قيادة أركان القوات الحكومية لمنطقة شمال مالي.
وما يخيف الدوائر الغربية هو مشاركة عدة فصائل سلفية في الهجوم. فقد أعلنت «حركة التوحيد والجهاد» في غرب افريقيا، وهي فصيل منشق عن تنظيم “القاعدة” يقوده ماليون وموريتانيون، مشاركتها في الهجوم على غاو، مع «الحركة الوطنية لتحرير ازواد» وتقاسمت العمل معها. وقد بدا واضحاً التأثير الإسلامي السلفي على مسار التحرك العكسري، إذ قال شهود إنهم رأوا «المتمردين ينهبون مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ويدمرون المصرف في وسط المدينة ومركز الخزينة  العامة وعدة مبان حكومية». كما أفاد شاهد لإحدى القنوات الغربية أنه رأى «ملتحين يهاجمون الفنادق ويهتفون ان الله قد حرَّمَ الكحول».
ويأتي احتلال توموبوكتو بعد سيطرة الجماعات الإسلامية على عدة مدن و«واحات» مثل كيدال وانغوغو وبورم وأخيراً غاو، ما جعلهم يبسطون نفوذهم على كل شمال شرق البلاد الصحراوي.
وأهمية «غنيمة» حرب الطوارق وحلفائهم من القاعدة هو أن تومبوكتو، وهي من أشهر المدن في غرب أفريقيا، تعتبر ملتقى القوافل البرية للقادمين من النيجر وليبيا، أي أنها «عقدة طرق» مهمة في مواصلات الصحراء. كما أن موقعها الديني له أهمية كبرى لدى مسلمي جنوب الساحل ويعتبرونها حاضنة الإسلام في الصحراء الكبرى. وقد أنجبت وعاش فيها العديد الفقهاء والعلماء. كما خرج منها عدد من محاربي الاستعمار في مناطق القبائل، منهم المجاهد محمد علي الأنصاري، وهو ينتمي إلى أشهر القبائل التي تقطن المنطقة: قبيلة «الأنصار»، التي ظهر فيها أيضاً المجاهد الشهير محمد علي الملقب «انقونا»، الذي قاوم أيضاً المستعمر الفرنسي قبل أن يغتاله الفرنسيون في العام ١٨٩٧.