- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الملف السوري يقتحم الملف النووي الإيراني

الخلاف بين إيران وتركيا يثير تساؤلات حول مكان المفاوضات

باريس ــ بسّام الطيارة

شكل إعلان عودة إيران ومجموعة «5+1» إلى طاولة المفاوضات إشارة إيجابية وضعها الجميع في خانة «تراجع التوتر في ملفي سوريا والتهديدات الاسرائيلية بضرب إيران»، فانفرجت أسارير الدبلوماسية. وسجل البعض نقاطاً لوزيرة الخارجية الاوروبية، البارونة كاترين أشتون، التي «أذابت رسالتها للقيادة الإيرانية جمود الوضع» منذ لقاء اسطنبول الأخير والذي انتهى إلى فشل كبير.

مصدر فرنسي مقرب جداً من هذا الملف أشار إلى أن المفاوضات المزمع عقدها تشكل إشارة إيجابية لأنها تأتي بعد محطتين مهمتين في سياق الصراع بين إيران والغرب على ملفها النووي. الأولى تشديد العقوبات بشكل لم يسبق له مثيل، والتي من المنتظر أن تتكثف مفاعيلها بشكل كبير جداً في الشهور المقبلة مع الحزمة الجديدة التي أقرتها الدول الأوروبية وواشنطن. أما المحطة الثانية، التي اعتبرها المصدر إيجابية، هي «التوصل إلى اتفاق بين أشتون والإيرانيين» على مواصلة التفاوض، وهو مطلب روسي صيني منذ شهور.

لا يخفي المصدر بأن «الظروف والشروط تغيرت منذ لقاء اسطنبول» الأخير عام ٢٠١٠. ويشدد على أن هذا اللقاء «لم يفشل» بل يصفه بأنه «توقف بسبب تعنت إيران ومطالبتها برفع العقوبات أو تعليقهعا قبل البدء بالتفاوض» وهو ما رفضه المفاوضون الغربيون.

إلا أن طلب تغيير مكان التفاوض أحبط الآمال التي تعلقت بها مجموعة «5+1»، وهو ما يتطلب إعادة نظر شاملة في مقاربة المفاوضات حسب قول المصدر الذي يفسر الخطوة الإيرانية بأنها «إقحام الملف السوري في الملف النووي»، بطلب الانتقال من تركيا إلى «أي بلد آخر»، ويبتسم المصدر عندما يذكر عرض نقل اللقاء إلى «دمشق أو بغداد أو بكين”.

إلا أن خبيراً في ملف المفاوضات كشف لـ«أخبار بووم»، شرط كتم هويته، إن تغيير المقاربة جاء من الطرفين: فالمعطيات المتغيرة من الجهة الإيرانية هي إطلاق عمليات التخصيب في منشأة فوردو. وكشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي، في مطلع السنة عن أن للمنشأة «المشيدة تحت الأرض، القدرة على إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة ٢٠ في المئة”.

أما من الطرف الغربي فإن «كافة المعطيات تغيرت» لأنها حسب قول الخبير «باتت تتبع الخطوط الحمراء الإسرائيلية»، ويفسر ذلك بأنه «لتجنب هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران». لا ينكر المصدر المقرب من الملف هذا المقاربة الغربية، إلا أنه يبدأ بالقول «حماية إسرائيل ليست من أهدافنا» ولكننا نسعى إلى «حماية معاهدة حظر السلاح النووي» وبالطبع إن الوقوف وراء الخطوط الحمر الإسرائيلية هو لتجنيب المنطقة ردات فعل أي هجوم عسكري من قبل إسرائيل.

وفي هذا السياق أيضاً، يفسر المصدر قول الأميركيين «إن كل الاحتمالات موضوعة على الطاولة في متناول لرئيس»، رغم أن  الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما مرر رسائل للمرشد الأعلى علي خامنئي مفادها إن واشنطن «قد تقبل بمواصلة طهران برنامجاً وطنياً نووياً مقابل عدد من الضمانات».

ولا يستبعد المصدر أن تكون «هذه الرسالة وراء تصلب إيران» بسبب تفسير خاطئ لدوافعها و«ربطها بموقف مبدئي عوض ربطها بالانتخابات الأميركية”.

أين يكون الاجتماع: الإجابة عليه صعبة في ظل «غموض ردات فعل طهران» حسب قول المصدر، إلا أنه «يستبعد بقوة بغداد وبكين… وبالطلبع دمشق» ويرى “أن طهران أسقطت على ملفها النووي ظل التوتر بينها وبين أنقرة حول الملف السوري» رغم أن تركيا «كانت أحسن ورقة في يد إيران في الملف النووي”

.