«صدفة خير من ألف ميعاد»، تحت هذا المثال المعروف يمكن قراءة إعادة فتح ملف «تفجير دراجة أمام كنيس يهودي في شارع كوبرنيك في عام ١٩٨٠»، والمتهم فيها اللبناني- الكندي حسن دياب، وموافقة كندا على «تسليم مواطنها» إلى القضاء الفرنسي للاشتباه بتورطه في اعتداء شارع كوبرنيك في باريس .
بالطبع، رغم انعدام أي صلة بين ملف يعود إلى سنوات عديدة مضت ويشكل محور تجاذب بين السلطات القضائية الفرنسية والكندية، وبين ما يحصل حالياً في فرنسا مثل هجوم محمد مراح على مدرسة يهودية وقتل ثلاثة أطفال يهود وحاخام، إلا أن أجواء التأجيج التي يسعى وراءها اليمين يمكن أن تشكل هذا الرابط المفقود بين الاعتداءات وإن كان يفصل بينها أكثر من ثلثي عقد.
الآن، بعد توقيع وزير العدل الكندي، روب نيكولسون، قرار التسليم، يواجه دياب وهو أستاذ في علم الاجتماع في جامعة أوتاوا، عقوبة السجن مدى الحياة في فرنسا، بعد إعادة محاكمته.
وتشتبه فرنسا بضلوع دياب في الاعتداء الذي وقع في شارع كوبرنيك وأدى الى مقتل أربعة أشخاص وإصابة أربعين بجروح، وهو الاعتداء الذي يرى فيه البعض بداية للهجمات الإرهابية التي طالت فرنسا في حقبة الثمانينات. الا ان دياب يصر على براءته.
وقد صرح المتحدث باسم وزارة العدل الكندية أن “أمام المشتبه به مهلة شهر لاستئناف القرارامام المحكمة الفدرالية”. وتريثت الحكومة الكندية كثيراً قبل أن تصدر القرار وهي عادة ما تصدر قراراتها بسرعة في قضايا الإرهاب. ويعود سبب هذا التأخير إلى «ضعف الملف القضائي» الذي سلمته السلطات الفرنسية. وكان القاضي، روبير مارانجيه من المحكمة العليا في أونتاريو، اعتبر في قراره أن غالبية العناصر المقدمة «لن تكون كافية سواء على حدة او مجتمعة لتبرير محاكمة دياب في فرنسا».
وكان مارانجيه يشير خصوصا الى الاشتباه في انتماء دياب الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-العمليات الخاصة، والى وصف المشتبه به بحسب شهود. وكتب القاضي أن العناصر«تثير في أحسن الأحوال قدراً من الشبهات حول تورطه في الاعتداء الارهابي». لكنه ختم بالقول ان شهادة خبراء في الخط قدمتها فرنسا وأظهرت أن خط حسن دياب “يشبه خط المنفذ المفترض للاعتداء على استمارة فندق نزل فيه، هي ما يرجح تورطه في اعتداء شارع كوبرنيك”.
وبحسب المحققين الفرنسيين فان دياب انتحل شخصية لشراء الدراجة النارية التي استخدمت في الاعتداء، وقام بصنع القنبلة قبل ان يضعها في حقيبة على الدراجة يوم الاعتداء. وكان شخص يدعى الكسندر بانادريو يحمل الجنسية القبرصية اشترى هذه الدراجة قبل ايام. وتقول فرنسا ان هذا الاسم مستعار استخدمه في الواقع حسن دياب.
ويبلغ حسن دياب السادسة والخمسين من العمر، وقد اعتقل في تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠٠٨بناء على طلب من القضاء الفرنسي الذي يريد محاكمته. واطلق سراحه في نهاية اذار/ مارس٢٠٠٩ بشروط مشددة منها إجباره على حمل سوار الكتروني يحدد مكان تواجده.
ودياب مولود في لبنان في عام ١٩٥٣ ودرس في الولايات المتحدة ثم حصل في ١٩٩٣ على الجنسية الكندية من دون ان يتخلى عن جواز سفره اللبناني. وتتهمه فرنسا بتنفيذ «اغتيالات ومحاولات اغتيال وتدمير املاك بواسطة مواد تفجيرية او حارقة وضمن عصابة منظمة»، بحسب الملف الذي قدمته باريس الى السلطات الكندية.