- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

النساء: نعم لأوباما

نجاة شرف الدين

لم تهدأ بعد العاصفة التي أثارها كلام «راش ليمبو» أحد أشهر مقدمي البرامج الإذاعية في اميركا، والمعروف بدفاعه المستميت عن الحزب الجمهوري وصقوره، وهجومه غير المسبوق على الرئيس الاميركي باراك اوباما. ليمبو الذي يبث برنامجه عبر ٦٠٠ إذاعة في أميركا، اختار التوقيت الخاطئ، وهو السنة الانتخابية، ليوجه انتقاداً الى الحزب الديموقراطي ومشروعه الصحي، ولكن هذه المرة عبر رسالة طالت نساء اميركا.
ففي خطوة أثارت حفيظة النساء، انتقد ليمبو، على الهواء مباشرة، إحدى الطالبات في جامعة جورج تاون «ساندرا فلوك» التي استدعيت الى جلسة استماع الى شهادتها  في الكونغرس، وتحدثت عن ضرورة وأهمية ان تشمل التغطية الصحية للنساء فحص الصدر ووسائل منع الحمل (contraceptive).
الاعلامي الاميركي الشهير ليمبو انتقدها بطريقة ساخرة وشبهها بـ «عاهرة» تطلب المال من اجل ممارسة الجنس، ذاهباً الى حد القول ان عليها بالمقابل تصوير مشاهد الممارسة الجنسية، مقابل ما ندفعه نحن من خلال الضرائب، كما قال.
هذه الشرارة التي أطلقها ليمبو بوجه النساء لم تتوقف عند هذا الحد، فبدل ان ينتقده الحزب الجمهوري والداعم للاعلامي الاميركي، ولا سيما المرشحين للرئاسة وعلى رأسهم ميت رومني، اكتفى الأخير بالقول إنه ما كان ليستخدم هذه الكلمة (يعني الوصف بالعاهرة). اما رئيس الحزب الجمهوري فذهب أبعد من ذلك عندما أجاب رداً على سؤال عن خلق مشكلة مع النساء بقوله «اذا اعتبر الديمقراطيون ان لدينا مشكلة مع دودة ورق الشجر (caterpillar)، ووسائل الاعلام أيضاً أكدت ذلك فعندها ستخلق مشكلة الجمهوريين مع دودة ورق الشجر».
هذا الكلام أشعل مجددا المعركة التي لم تكن قد هدأت بعد، مع النساء اللواتي اعتبرن ان وصفهن بدودة ورق الشجر، نوع من التحقير لهن، لتصعد أسهم تأييدهن باتجاه الرئيس اوباما، ويحصل في آخر استطلاع للرأي على إثنين مقابل واحدة من النساء.
هذه الجولة ضمن الحملات الانتخابية المتصاعدة بين الديموقراطيين والجمهوريين والتي اعتبرت وسائل الاعلام ان الفريق الجمهوري خسرها، لم تهدأ تداعياتها بعد ، وخصوصاً أن الفريق الديموقراطي إستغلها الى أقصى الحدود، وهو ما كان واضحاً من الكلام الاخير الذي أطلقه اوباما أمام عدد كبير من النساء، وبالطبع بتصفيق حاد منهم، قال «النساء ليسوا فئة لديها مصلحة، والحكومة ستغطي فحص الصدر ووسائل منع الحمل وسأستمر بالدفاع عنكم».
وسائل الاعلام الاميركية التي طرحت الموضوع على النقاش، ولا سيما محطات التلفزة التي أظهرت ردود الفعل المستنكرة من النساء اللواتي عبرن عن موقفهن وخجلهن من الكلام الذي صدر عن المسؤولين الجمهوريين كما عن الاعلامي ليمبو، الذي لم ينفع اعتذاره في اليوم التالي من التقليل من الخسارة التي لحقت به وببرنامجه، نتيجة سحب عدد كبير من المعلنين لإعلاناتهم.
كسب أوباما أصوات النساء في الجولة الاولى من معركته مع الجمهوريين، نتيجة خطأ جمهوري واستفاد الديموقراطيون باستعمالها في حملتهم لتعزيز موقع مرشحهم، لكن الحملة لا تزال في بدايتها. ويبدو ان كافة الوسائل ستكون مسموحة في هذه الحملة، كما يبدو ان الاعلام والاعلاميين، يشكلون عنصرا مهما في تحديد الرابح، فما شهدناه لم يكن سوى نموذج عما يمكن ان نراه مع اقتراب العد العكسي للمعركة الانتخابية في نوفمبر المقبل، والسؤال هل يستطيع أوباما ان يحافظ على أصوات النساء التي كسبها حتى ذلك الحين؟