هي رصاصة إسرائيلية واحدة كانت كافية لإحداث شلل كامل في جسد الطفلة أسيل عراعرة، إبنة الأعوام الأربعة، لتعيش وطيلة أشهر ستة على أجهزة الانعاش، من دون أن تتمكن من تحريك سوى عينيها، حتى غيبها الموت قبل أيام، لأن جسدها الصغير لم يستطع احتمال الألم طوال هذه الفترة.
كانت الخطة “بحسب مصادر طبية” هي إرسال الطفلة عراعرة إلى الخارج لتلقي العلاج، علهم يستطيعون إنقاذها، لكن التهاب حاد في الصدر، وتآكل الجهاز التنفسي، أوصلها إلى حالة حرجة للغاية، لم تستطع المقاومة معها، فرحلت بهدوء، رغم التقارير الطبية التي كانت تعطي الأمل لعائلتها بإمكانية شفائها وعيشها حياة “شبه” طبيبعة.
الحكاية بدأت يوم الخامس والعشرين من تشرين الأول/ اكتوبر من 2011، عندما أصيبت أسيل برصاصة في رقبتها، وظلت في غيبوبة من حينها، تتنقل بين مستشفى المقاصد في القدس المحتلة إلى مجمع الشفاء في مدينة رام الله. تلك الرصاصة كانت كفيلة بإحداث شلل رباعي في الأطراف.
إسرائيل من جهتها رفضت الاعتراف بإطلاق النار على الطفلة، زاعمة بأنها أصيبت برصاص “فلسطيني”، الأمر الذي نفته عائلة أسيل بشكل قاطع، مؤكدة أن من أطلق النار هو جندي إسرائيلي، خصوصاً وأن المنطقة التي أصيبت فيها هي منطقة عسكرية محاطة بجدار ومعسكر تدريب إسرائيلي وأبراج مراقبة.
وقال عم الطفلة أبو موسى من عرب الجهالين: “كان ابني يلعب مع أسيل حين كانوا يرعون الغنم قرب الجدار، ابتعد عنها خمسين مترا، وفجأة سمع صوت طلق ناري، ثم وجد أسيل ملقاة على الارض، تغطيها الدماء، مضيفاً بأن أسيل أصيبت بطلقة في حلقها خرجت من رقبتها في الخلف، وأدت إلى قطع حبل النخاع الشوكي”.
هذه ببساطة جريمة إسرائيلية جديدة تضاف إلى جرائم لا تحصى ولا تعد، ذهبت ضحيتها طفلة في عمر الزهور، كان خطؤها أنها ترعي الأغنام وتستمتع بالطبيعة، وتهمتها أنها فلسطينية فحسب.
