جددت دمشق ارسال مؤشرات التعاون مع وفد المراقبين الدوليين الموجود في سوريا للاشراف على وقف اطلاق النار الهش الذي يشهد انتهاكات متواصلة والذي دفع دبلوماسيين الى التشكيك بنجاح المهمة.
واكد مصدر رسمي سوري الاربعاء ان الحكومة السورية وفريق المراقبين “اتفقا على 90 في المئة من بنود البروتوكول” الذي ينظم عمل بعثة المراقبين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لوكالة فرانس برس ان “المحادثات التي جرت بين الحكومة وبعثة المراقبين في دمشق كانت بناءة”، مضيفا “اننا على وشك الانتهاء من مناقشة المواضيع المتعلقة بوضع البروتوكول”، و”تم الاتفاق على نحو 90 بالمئة من بنوده”. ومن المقرر استئناف المباحثات التي قام بها الطرفان الثلاثاء وصباح الاربعاء، بعد الظهر او يوم غد، بحسب المتحدث.
ويواصل فريق المراقبين الدوليين مهمته في سوريا لليوم الثالث على التوالي. وقال رئيسه الكولونيل احمد حميش للصحافيين صباح الاربعاء لدى مغادرته مع اعضاء الوفد الاخرين الفندق الذي ينزلون فيه في دمشق، ان عدد المراقبين اليوم ارتفع الى سبعة. واضاف “ان شاء الله اليوم او غدا، سيرتفع اكثر، كي نصل الى ثلاثين قريبا”.
وينتظر ان يتم تعزيز بعثة المراقبين ليصل عدد اعضائها الى نحو 250، الا انه للمضي قدما في هذه الخطوة لا بد من قرار جديد من مجلس الامن. واعلنت الحكومة السويسرية الاربعاء انها ستفصل ستة عناصر على الاقل من بعثة مراقبة الهدنة في فلسطين لينضموا الى بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.
ويعرض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء امام مجلس الامن النتائج الاولية لعمل المراقبين، على ان يتحدث موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الى سوريا كوفي انان امام المجلس قبل نهاية الاسبوع.
سياسياً، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان 14 وزير خارجية سيصلون الخميس الى باريس للمشاركة في اجتماع دولي يتناول الوضع في سوريا بدعوة من وزير الخارجية الان جوبيه.
وقال جوبيه في بيان ان “العراقيل التي تضعها دمشق امام انتشار بعثة مراقبي الامم المتحدة واستمرار القمع من جانب النظام السوري في تناقض مع التزاماته، تستدعي ردا قويا من المجتمع الدولي”.
وكان فريق المراقبين زار الثلاثاء مدينة درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ ثلاثة عشر شهرا. واوضح المستشار في بعثة الامم المتحدة في دمشق خالد المصري ان الوفد قام بجولة في المدينة والتقى المحافظ، رافضا الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وزار الوفد الاربعاء حي جوبر في دمشق، وبلدة عربين في ريف دمشق، بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية اطلقت النار في عربين على تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، خلال وجود المراقبين في المنطقة، ما تسبب باصابة ثمانية اشخاص بجروح.
وتعرضت احياء في مدينة حمص في وسط سوريا مجددا للقصف صباح الاربعاء، ما تسبب بمقتل شخصين في حي الخالدية، بحسب المرصد السوري.
وفي موازاة اعمال العنف، خرجت سلسلة تظاهرات الاربعاء تندد باستمرار العنف وتطالب باسقاط النظامن ابرزها في بلدتي الركايا والتمانغة في ادلب. كما سارت تظاهرة طلابية في حي المنصور في دمشق، واخرى في التل في ريف دمشق. وشهدت مدينة حلب تظاهرة في حي الاذاعة “تهتف للشهداء واسقاط النظام المجرم”، بحسب ناشطين.
في موسكو، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء المعارضة السورية المسلحة بانها تسعى الى اثارة اعمال عنف لافشال الخطة السلمية التي وضعها كوفي انان.
واجرى وفد من المعارضة السورية في الداخل مباحثات “بناءة ومثمرة” مع المسؤولين الروس في موسكو، بحسب ما افادت هيئة التنسيق الوطنية الاربعاء، مشيرة الى عدم جدوى اي خطوات “من طرف واحد” في تثبيت وقف النار، والى اهمية “جمع المعارضة في ارضية مشتركة” للحوار مع السلطة.
في انقرة، افاد مصدر دبلوماسي تركي ان تركيا اعترضت سفينة شحن ترفع علم انتيغوا وبرمودا يشتبه بانها تنقل اسلحة الى سوريا وستقوم السلطات التركية بتفتيشها في وقت لاحق في خليج اسكندرون (جنوب).