باريس – بسّام الطيارة
تعقد «المجموعة الرائدة من أصدقاء سوريا»، كما وصفها الوزير ألآن جوبيه، اجتماعاً عاجلاً اليوم بهدف «منع انحراف العملية السياسية» التي تدور في باريس. وتتألف هذه المجموعة من بعض دول الاتحاد الأوروبي (١٤) إلى جانب الولايات المتحدة وتركيا، وسبعة دول عربية (قطر والسعودية والأردن والمغرب ومصر ودولة الإمارات وتونس).
ويرى البعض أن هذا الاجتماع يأتي رداً على «غياب الاهتمام» باللقاء الذي حصل قبل يومين في باريس الذي رأت فيه بعض أطياف المعارضة «مؤتمر أصدقاء سوريا رقم ٣»، بينما حاولت دول دُعيت إليه التخفيف من أهميته، وهو ما يفسر غياب أي إعلان مسبق عنه في الإعلام. من هنا، ورغم المعركة الانتخابية الدائرة في فرنسا، أو ربما «… بسببها» كما يرى ديبلوماسي عربي في باريس، كانت هذه الدعوة العاجلة لـ«مؤتمر حقيقي لأصدقاء سوريا رقم ٣» لتلي «لقاء الـ٥٧» الذي كان في الواقع لقاء تقنياً لتدارس تأثير العقوبات وإصلاح الخلل في تطبيقها وتشديدها والدعوة إلى دعم المتضررين من تطبيقها.
رغم هذا فإن هذه الدعوة تبدو وكأنها «تحشر» مبادرة كوفي عنان في زاوية المطالب السياسية التي قد تبدو «كشروط لتكملة مهمته»، خصوصاً وأنه لم يضع بعد أي تقرير عن ما آلت إليه جهوده، بعد أيام قليلة من وصول المراقبين، وهو ما فاجأ عدداً من الدول العربية التي دعيت للمشاركة.
بالطبع إن استمرار عمليات القصف والقتال على الأرض، وإن كانت محدودة، فهي سمحت للوزير جوبيه بتبرير اللقاء لأن «النظام يستمر بالقمع» و«يرفض انتشار المراقبين بشكل عملي عبر عرقلة لا مبرر لها»، حسب قوله، وهو ما يجب وضع حد له بشكل سريع. ومن هنا كانت الدعوة لاجتماع سريع على «مستوى سياسي عال» لإعادة كرة المبادرة السياسية إلى الملعب الغربي، بعد أن استحوذت عليها موسكو منذ أن «سلّفت المجتمع الدولي نعماً في مجلس الأمن» حسب قول أحد الديبلوماسيين، الذي يرى أن «ما حصل في مجلس الأمن كان مناورة روسية بارعة قلبت الأوضاع لصالح نظرتها للأمور»، وهو ما اعتبره النظام في سوريا توجهاً يصب في مصلحته وهو أيضاً «شعور المعارضة المقربة من المجلس الوطني السوري».
وعلمت «أخبار بووم» أن لقاء اليوم في تمام الساعة السابعة والنصف سوف يتناول هذا الشق من العملية السياسية التي باتت تدور بين موسكو ودمشق من جهة وعنان من جهة أخرى، فيما يبدو تغييباً كلياً للمعارضة التي تدعمها باريس رغم دعوة الجامعة العربية «المعارضات السورية» للاجتماع في القاهرة لتدارس «انطلاق العملية السياسية وتوحيد مواقفها». وبالتالي، المجتمعون في الكي دورسيه سوف يخرجون بعد اللقاء لعقد مؤتمر صحافي قبل أن يعودوا إلى طاولة العشاء لتكملة «التباحث حول الملف السوري».
ويرى أحد الديبلوماسيين العرب في باريس أن هذا اللقاء العاجل هو «هفوة ديبلوماسية» لأنه يبدو وكأن الغربيين الذين كانوا رأس حربة إسقاط النظام في سوريا، «لا يريدون لخطة كوفي عنان أن تنجح». وفي المؤتمر نوع من «إعادة تمحور بين موسكو والغرب» في الملف السوري كما أنه رسالة تواصلية موجهة للروس مفادها أن مناورة النظام السوري تجاه مبادرة عنان تحت المراقبة «وأنه لا يكفي أن يحصل عنان على بركة موسكو بل يجب أن يحصل أيضاً على نتائج ملوموسة» وأقلها «وقف إطلاق النار والقصف» والسماح لـ٢٥٠ مراقباً بالوصول بشكل حر إلى أي نقطة في سوريا وبوسائل التنقل الخاصة بهم.