- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“لادا” تصل الى نهاية رحلتها

بعدما أصبحت سيارة الـ”لادا” رمزا للتكنولوجيا المدنية السوفياتية وامتلكها 40 مليون شخص في نطاق الهيمنة الروسية، أعلنت موسكو أخيرا وقف إنتاجها مع انخفاض مبيعاتها إلى 24 في المائة فقط.

فبعد 42 عاما متصلة على انتاج هذه السيارة، التي وضفت في الغرب- بين أشياء أخرى- بأنها «سلة نفايات على عجلات»، قررت روسيا أن تلقي بها في «سلة نفايات التاريخ».

ولكن، برغم كل شيء، فقد تمكنت «لادا» («جيغولي» كما تعرف لدى أهلها و«ريفا» أيضا في الغرب»)، من ان تصبح على نحو ما رمزا للتكنولوجيا المدنية السوفياتية. ومنذ بدء انتاجها العام 1970 بيع منها 20 مليون سيارة ولا تزال منظرا مألوفا في الشوارع الروسية. وبالرغم من سمعتها السيئة عندما يتعلق الأمر بأداء مهمة السيارة الأساسية بسبب أعطالها التي لا تنتهي، فقد نسجت «أسطورتها» ودوامها طوال تلك الفترة على حقيقة واحدة: “أن محركها بسيط وسهل بحيث أن السائق لا يحتاج الى ميكانيكي سيارات لإصلاحها، فيتولى هو هذه المهمة الى حين عطب جديد”.

ومن ضمن مزايا السيارة التي تتحدث وسائل الاعلام، انها تتمتع بما لا يتوفر للسيارات الغربية واليابانية المتقدمة، وهو قدرتها على العمل في البرد القارس بما فيه الصقيع السيبيري. وربما تمكنت بذلك من تفنيد حجج الخبراء الغربيين الذين حكموا على طرازها الأخير «لادا 2107» لدى خروجه من المصانع للمرة الأولى قبل 30 عاما، بأنه «قمة الفشل في ميكانيكا السيارات».

وقد نشرت الـ«ديلي ميل» رواية تقول إن الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش (مالك نادي «تشيلسي» الانكليزي) كان خلال ايامه في موطنه مالكا فخورا لها. وتنقل الصحيفة البريطانية أنه «كان في قمة السعادة بسيارته الزرقاء وحقيقة أنه تمكن من الحصول عليها قبل كل أصدقائه».

يذكر أن الاسم «لادا» يعني «القارب» بالروسية القديمة ولهذا اتخذ من قارب يعود للفايكينغ شعارا لها. وكان أول موديل منها يبشّر خيرا لأنه كان تحويرا بسيطا لسيارة «فيات 124» الإيطالية. وبسبب سعرها المتدني نسبيا وسهولة تركيبتها الميكانيكية، صارت من أهم صادرات الاتحاد السوفياتي فعادت له بمورد مالي مهم في سنوات ضيقه الاقتصادي الحاد خلال الثمانينات والتسعينات.

وفتح هذا النجاح آفاقا عريضة أمام المغامرة بأنتاج موديلات ظلت حكرا على العالم الصناعي المتقدم، مثل «السيارة السوبر» المستوحاة من سيارات الـ”فورميولا 1″. وفي 2008 دفعت شركة «رينو» الفرنسية مليار دولار لشراء 25 في المائة من أسهم طرازها «آفتو فاز».

وتبعا لهذا صار المتوقع أن تنتقل «لادا» الى سماوات جديدة وسط المستهلكين العاديين. لكن السيارة عانت من انحدار حاد في شعبيتها. ومع انخفاض المبيعات بنسبة 76 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، صدر القرار بإسدال ستار الختام على هذا الرمز التاريخي الفريد.