- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قائد “طالباني” يسلم نفسه طمعاً بالجائزة!

للحروب “نهفاتها” أيضاً. فبعدما أثبتت تجارب الحرب الأميركية في أفغانستان أن القبض على أحد قادة «طالبان» يستلزم موارد هائلة وبحوثا وعمليات معقدة، نجد الآن ما يمكن تصنيفه في خانة «اللامعقول المضحك».

فقد أوردت صحيفة “واشنطن بوست” أن أحد قادة “طالبان” سلم نفسه الأسبوع الماضي في شرق البلاد، وتحديدا في اقليم باكتيكا، سعيا الى الجائزة الموضوعة عليه. بل انه قدم ملصق طلب القبض عليه ليؤكد أنه هو المطلوب فعلا وصاحب الجائزة بالتالي.

وفي تفاصيل الخبر، ووفقا لصحيفة «واشنطن بوست»، أن مسؤولي نقطة التفتيش في ضاحية تسمى سار هواز، فوجئوا بشخص يأتي اليهم وهو يحمل ملصقا لأحد المطلوب القبض عليهم أحياء أو أمواتا ويطالب بالجائزة وقدرها 100 دولار.

وتكاد المسألة برمتها أن تنتهي هنا لولا أن اتضح فورا أن طالب الجائزة هو نفسه الشخص المطلوب على الملصق واسمه محمد اسحان ويعتبر من قادة “طالبان” ذوي المرتبة الوسطى، والمتهم بأنه دبّر على الأقل هجومين قاتلين على أفراد قوات الأمن الأفغانية. وكما هو متوقع، فقد أربك هذا الموقف الغريب المسؤولين في بادئ الأمر إذ ظنوا ان في الأمر خدعة ما. لكن الرجل أصر على تسلم جائزته فسارعوا الى إلقاء القبض عليه.

وعندما أخطر المسؤولون الأفغان نظراءهم الأميركيين بالأمر، أرسلوا قوات للتحقق من الأمر، فاتضح لهم فعلا أن الرجل طالب الجائزة هو نفسه المطلوب القبض عليه.

ونقلت الصحيفة عن ماثيو بيكر، قائد الوحدة التي تولت التحقيق في الأمر، قوله: «سألناه عن اسمه فأكد أنه محمد اسحان. وضعنا الملصق أمامه وأشرنا الى صورته عليه ثم سألناه: هذا الشخص في الصورة، أهو أنت أم شخص آخر؟ فأجاب بحماسة مشوبة بالضيق: نعم، نعم، هذا انا. ألا ترون الشبه الواضح كالشمس؟ هذا أنا… والآن اريد جائزتي»!

ويقول بيكر إن الشكوك خامرتهم في الأمر كله فأجروا الاختبارات التقليدية مثل البصمات وحتى الحمض النووي «دي إن ايه» الى أن تأكدوا من أن الرجل هو القائد المطلوب فعلا. ويضيف: «أكاد لا أصدق ما حدث… هذا شيء أشبه بمغامرات الشخصيات الكارتونية المضحكة».

ورغم أن اسحان سيكون مصدرا قيّما للكثير من المعلومات عن طالبان وطرق عملها، فمما لا شك فيه هو أن سطّر بيديه أحد أكثر فصول الحرب الأفغانية- رغم مأساويتها المؤلمة- إثارة للضحك.