- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“اصوليون” يسممون 150 تلميذة في أفغانستان

اعتبرت السلطات الأفغانية أن “جهة أصولية” سممت مياه الشرب في مدرسة للبنات بشمال البلاد عقابا على جرم طلب العلم. ورغم ان هذا امتداد طبيعي لموقف «طالبان»، فقد امتنعت الحكومة عن تسميتها «خشية استعدائها».

فقد عانت 150 فتاة من تلميذات المدرسة الواقعة في قندوز من الغثيان والاستفراغ والدوار وصار حال بعضهن خطيرا وفقا لما نقلته الصحف البريطانية عن محمد نبي زادة، وهو مسؤول بوزارة التعليم الأفغانية. ورغم ان بعضهن عدن الى منازلهن بعد العلاج بالمستشفى، فقد بقي فيه العدد الأكبر لتلقي مزيد من العناية الطبية.

وقال نبي زادة إنهم يرجحون وقوف بعض أقارب البنات الأصوليين ومعارفهم، الذين يرون في تعليمهن تصادما مع تعاليم الإسلام، وراء هذا العمل. ومن جهته قال حفيظ الله صافي، المدير الصحي، إن المسؤولين تمكنوا من تحديد مصدر المرض الفجائي وهو ماء الشرب وتيقنوا من أنه خضع لتلاعب متعمد من أجل تسميم البنات لمعاقبتهن وإخافة غيرهن ممن يذهبن الى المدارس.

ومعلوم ربما أن حركة «طالبان» الأصولية قررت منع تعليم البنات والنساء طوال الفترة التي حكمت فيها البلاد (1996-2001). وبعد سقوطها بدأت الفتيات يعدن الى المدارس في العاصمة كابول بشكل خاص، لكن المناطق الريفية ظلت على حالها بسبب سطوة الأصوليين. ومع ذلك فيُقدّر أن عدد الطالبات المنتظمات في الدراسة يصل الى نحو 2.7 مليون فتاة في الوقت الحالي.

وحتى بعد سقوط طالبان، صارت مدارس البنات عرضة للهجمات خاصة في جنوب البلاد وشرقها حيث يجد الأصوليون دعمهم من المجتمعات المغالية في المحافظة. لكن حكومة كابول امتنعت عن تحديد أي جهة تقف وراء تسميم المياه الأخير بالاسم خشية استعدائها.

وكانت حكومة الرئيس حميد كرزاي قد قالت العام الماضي إن طالبان- في سعيها الى تركها الانطباع بميولها الى الاعتدال- أوحت باستعدادها للتنازل عن معارضتها تعليم البنات. لكن الحركة لم تقل هذا صراحة وامتنعت عن توجيه الأصوليين بالتوقف عن التعرض للفيتات والنساء الساعيات للتعليم. ويذكر ان هذا شمل مهاجمة عدد منهن في الطريق الى المدارس وإلقاء الحامض على وجوههن بغرض أن يبقين مشوهات الى الأبد، وأن يصبحن أيضا عبرة لغيرهن.