بعدما تنامت الموسوعة الإلكترونية الحرة «ويكيبيديا»، حتى صارت المرجع الأساسي في المعارف االشاملة، خرج بحث عن “جورنال العلاقات العامة” الأميركي (Public Relations Journal) ليؤكد ما كانت تتعرض له الموسوعة من النقد والشكوى من وقوعها فريسة للأخطاء لأنها مفتوحة للجميع سواء من ناحية الكتابة أو التحرير.
فقد وجد الباحثون أن الموسوعة التي أزاحت شيئاً فشيئاً ثم قضت على موسوعة «إينكارتا» الصادرة عن عملاق التكنولوجيا «مايكروسوفت»، بل أنها قضت أيضا على أكبر مرجع تقليدي في هذا المجال وهو «انسايكلوبيديا بريتانيكا» (الموسوعة البريطانية)، تحوي أخطاء تتعارض مع حقائق أساسية، إما نتيجة لجهل المساهم أو خطأ غير مقصود منه أو لتشويه متعمّد للحقائق غرضه الأوحد هو التخريب.
وقال الباحثون إن هذا الأمر يثبت بجلاء المخاطر التي يتعرّض لها مورد معرفي عندما يكون مفتوحا أمام المساهمات والتعديل بأيدي الجمهور العريض وبلا مراجعة لصيقة لهذه المساهمات. ويضيفون أنه يثبت أيضا ضرورة ألا يعتمد الساعي الى المعلومات على نبع معين كمورد أوحد للمعرفة. ومع ذلك فثمة ملايين الأشخاص والجهات- من كبرى الشركات الى الطلاب- الذين يستقون موادهم من «ويكيبيديا» ولا شيء غيرها.
وانتقد البحث القائمين على أمر هذه الموسوعة الإلكترونية أنفسهم. فقال إنهم يتحركون ببطء نحو قراءة المداخل الجديدة للتأكد من صحة ما يرد فيها، أو لاتخاذ الإجراء المناسب حتى عندما تأتيهم الشكاوى من أخطاء اكتشفها آخرون.
وتقدم البحث بالسؤال الى 1284 مساهما في الموسوعة. فقال ربعهم إنهم لم يتسلموا ملاحظات منها على مداخلهم، بينما قال ربعهم ايضا إنهم نبّهوا القائمين على شؤونها الى أخطاء بيّنة لكنهم لم يتلقوا حتى ما يفيد قراءة هذه الشكاوى.
ونقلت صحف بريطانية عن البروفيسيرة مارشيا ديستاسو، التي قادت فريق البحث، قولها: «لا غرو، والحال هكذا، أن 60 في المائة من مواضيع «ويكيبيديا» تحوي أخطاء تتعلق بحقائق لا جدال حولها. ومن المدهش أيضا أن ربع ممثلي الشركات الوارد ذكرها على الموسوعة يقولون إنهم لم يُستشاروا في ما كتبه عنها».
وتضيف البروفيسيرة إنه “من الصعوبة بمكان تخيل استمرار الوضع على هذا النحو. 60 في المائة من المواضيع المغلوطة والمشكوك في صحتها ليست أمرا يُستهان به بأي حال من الأحوال”. وتزداد أهمية هذا الأمر على ضوء أن «ويكيبيديا» صارت الموسوعة الشاملة بلا منافس والمورد الوحيد لملايين الناس الساعين لتلقي المعرفة الصحيحة.