دعوة لمقاطعة الانتخابات تحت شعار «إنهم لا يمثلوننا»
يتوجه اليوم الناخبون في فرنسا الى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد، بعد حملة انتخابات غابت عنها المشكلات الحقيقية في البلاد.
التوقعات الأولى تشير إلى منافسة بين الرئيس المنتهية ولايته «نيكولا ساركوزي» ومنافسه الاشتراكي «فرانسوا هولاند» في الدورة الثانية التي تجري بعد اسبوعين.
وكما ينص عليه القانون الانتخابي توقف منذ أمس السبت كل أشكال الدعاية الانتخابية في وسائل الاعلام حيث التزم المرشحون العشرة الذين يخوضون الانتخابات الصمت اعتبارا من منتصف ليل الجمعة.
وأظهرت الاستطلاعات الاخيرة للرأي تقدم هولاند بفارق نقطتين على ساركوزي في الجولة الاولى من التصويت يوم الاحد وأنه يمكن أن يحقق فوزاً مريحاً في الدورة الثاني فيفي السادس من أيار /مايو ليصبح أول رئيس اشتراكي لفرنسا بعد فرانسوا ميتران الذي حكم ولايتين (١٩٨١- ١٩٩٥) .
ويلوح في الافق احتمال أن يسجل الاقتراع في الدورة الاولى نسبة متدنية للاقبال على التصويت حيث يشكو الناخبون من عدم تعاطي أي من المرشحين لاهتماماتهم مثل البطالة وتراجع القوة الشرائية والتربية ومشاكل الشباب. فقد شدد اليمين في بداية الحملة على المهاجرين وخطر الإسلام السلفي والأمن والتلويح بأزمة مالية كبيرة تنتظر فرنسا في حال وصل اليسار، دون التطرق إلى العودة إلى تقييم لما فعله ساركوزي في السنوات الخمس الأخيرة. بينما اكتفى هولاند ومع الحزب الاشتراكي بالإشراة إلى فشل ساركوزي دون طرح أي حلول مستقبلية. كما أن برنامجي المرشحين الرئيسيين متشابهان بشكل فتح المجال لبروز «الأطراف في اليمين واليسار».
ويمكن أن يشكل تصاعد قوة الطرفي التطرف الممثلين بـ«مارين لوبن» مرشحة اليمين المتطرف و «جان لوك ميلانشون» ممثل اليسار الراديكالي، عاملاً مؤثراً وضاغطاً ليس فقط على النتيجة النهائية لا بل على تركيبة الحكم المقبل في السوات الخمس القادمة.
وقد نظم مئات المتظاهرين الشبان مسيرة في باريس رافعين لافتة كتبوا عليها «إنهم لا يمثلوننا» واتهم المتظاهرون المرشحين بأنهم لم يركزوا على التحديات الرئيسية التي تواجهها فرنسا ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو وشدد الجميع على مسألة«البطالة» التي وصلت الى أعلى مستوى لها في ١٢ عاماً.
ومن المقرر أن يبدأ التصويت في فرنسا في الثامنة صباح الاحد وحتى السادسة مساء بتوقيت فرنسا مع تمديد وقت التصويت في المدن الكبرى لساعتين. وستعلن النتائج الاولية الرسمية بعد اغلاق اخر لجنة للاقتراع في الثامنة مساء.