- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسيو لبنان ساركوزيو الهوى

نجاة شرف الدين

في الوقت الذي مني به الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي بهزيمة معنوية، من خلال حصوله على نسبة أقل من الاصوات من منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت في ٢٢ نيسان، فقد كانت لافتة نسبة ال ٥٥ بالمئة  التي حصل عليها  ساركوزي في لبنان، من الناخبين الفرنسيين المقيمين أو اللبنانيين حاملي الجنسية الفرنسية او الفرنسيين من أصول سورية الذين إقترعوا في لبنان بسبب إقفال السفارة الفرنسية في دمشق.

وعلى الرغم من العلاقة الخاصة التي تربط اللبنانيين بفرنسا والتي سميت في مرحلة ماضية “الام الحنون” نتيجة عوامل عديدة، تبدأ من مرحلة ما بعد الاستعمار ولا تنتهي بالعلاقة العاطفية التي تجاوزت فئة لبنانية وهي المسيحيين في لبنان والموارنة بالتحديد، لتشمل كافة الفئات في مرحلة التسعينيات مع العلاقة الودية التي نسجها الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع الرئيس السابق جاك شيراك، فإن التصويت او الاهتمام اللبناني إن إعلامياً ام على المستوى السياسي والشعبي كان خجولا نتيجة الاوضاع في المنطقة إضافة الى الاوضاع المتوترة داخليا على خلفية الاحداث في سوريا.
هذه العلاقة بين لبنان وفرنسا لم تترجم هذه المرة في الاعلام اللبناني، الذي خصص مساحة عادية لتغطية الانتخابات في دورتها الاولى، كما لم يتابع الحملات التي سبقت التصويت بين المرشحين، وهي اقتصرت على تحليلات عامة وتقارير محدودة في وسائل الاعلام المرئية كما المكتوبة، وخصصت بعض التقارير لعمليات الاقتراع في لبنان في مراكز الاقتراع في بيروت وطرابلس وصيدا وجونية، مع مشاركة أكثر من ستين بالمئة من المسجلين، الذين إختاروا نيكولا ساركوزي بنسبة ٥٥ بالمئة ونال فرنسوا هولاند ٢٠ بالمئة.

الخطاب الانتخابي بين ساركوزي وهولاند ومارين لوبن، زعيمة اليمين المتطرف، والتي سجلت مفاجأة في النتيجة التي حصلت عليها، ركز على عناوين الاقتصاد والسياسة الاجتماعية والهوية الوطنية والأمن والمهاجرين إضافة الى موقع فرنسا في اوروبا، كل هذه العناوين التي تناولتها وسائل الاعلام الفرنسية في تحليلاتها لنتائج الانتخابات، كما اعتبار  التصويت بأنه ضد نيكولا ساركوزي وليس تأييدا لفرنسوا هولاند، كل هذه الطروحات لم تكن سببا في خيار معظم الفرنسيين في لبنان، منهم من اعتبر الموقف الفرنسي في السياسة الخارجية ولا سيما في ملف سوريا، سببا رئيسيا في خياره، ومنهم من اعتبر التصويت ضد السياسة الضرائبية لهولاند، ومنهم من ذهب في اتجاه اعتبار ساركوزي يستطيع ان يجنب الى جانب الزعيمة الالمانية أنجيلا ميركيل، أوروبا من إنهيارات اقتصادية شبيهة بما حصل في اليونان وإسبانيا والبرتغال إضافة طبعا الى الثقة بالتوجه الأقرب الى اليمين من اليسار في زعامة فرنسا.

من دون ضجيج إعلامي، انتهت الجولة الاولى من الاقتراع للرئاسة الفرنسية لبنانياً بنكهة ساركوزية تحت شعار “فرنسا قوية”، فهل سيرافق الهوى الساركوزي الجولة الثانية في السادس من أيار/مايو ، أم ستدخل اعتبارات أخرى “لتحدث التغيير الآن” باتجاه الهولاندية؟