باريس – بسّام الطيارة
رغم أن مارين لوبن أكدت في مداخلة تلفزيونية على القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي أن هدفها لا يزال «رحيل ساركوزي»، فإن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، نيكولا ساركوزي، عاد لاستعمال خطاب التودد لناخبي الجبهة الوطنية التي وصلت ممثلتها مارين لوبن في المركز الثالث في الدورة الأولى.
فقد جدد المرشح، الذي قطف ٢٧،١ في المئة من الأصوات، وعوده باتخاذ اجراءات صارمة لمواجهة الهجرة والامن وسعى وذلك سعياً كسب ود عدد من الناخبين المنتمين لليمين المتطرف. وأظهرت نتائج الدورة الأولى، التي تفوق فيها فرانسوا هولاند الاشتراكي المنتمي الى يسار الوسط وحصل على ٢٨،٦ في ظل تنافس عشرة مرشحين، لكن مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية سرقت الاضواء بعد حصولها على ١٨،٣ في المئة من الاصوات وهي أكبر نتيجة يحصل عليها مرشح من اليمين المتطرف. وأظهر هذا التقدم الذي أحرزته لوبن تصاعد الشعبويين المتشككين في الوحدة الاوروبية والمناهضين للمؤسسات من الدانمارك والنمسا وفنلندا واليونان مع تزايد الغضب والنقمة بسبب التقشف والبطالة وتراجع القوة الشرائية والفقر الذي تسببه خطط انقاذ الاقتصاد بسبب أزمة الديون القاسية في منطقة اليورو.
وقال ساركوزي، الذي يحتاج إلى أصوات اليمين للبقاء في الإليزيه، في بيان «أعود اليوم الى الحملة الانتخابية». وتابع «سأواصل التمسك بقيمنا والتزاماتنا واحترام حدودنا والحيلولة دون خروج المصانع من البلاد والسيطرة على الهجرة وأمن أسرنا».
وتظهر استطلاعات الرأي المختلفة أن هولاند يمكن أن يحصل على ما بين ٥٣ و٥٦ في المئة من الاصوات في الجولة الثانية، وهو وعد بتغيير المعالجة الأوروبية للأزمة بالتوافق مع اشتراكي أوروبا، وذكر بالتحديد ألمانيا، وذلك في حالة انتخابه، والعمل على احياء الاقتصاد من خلال «تحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية».
وقالت مارين لوبن «لن يعود أي شئ كما كان»، في إشارة إلى أنها باتت «المعارض الأول» في فرنسا. وذكرت لوبان، الشقراء ذات الصوت الاجش، أنها تريد أن تتخلى فرنسا عن عملة اليورو وأبدت أملها في أن تدخل الجبهة القومية البرلمان بعد انتخابات حزيران/يونيو المقبل التي تقوم على نظام «اللائحة» وليس النسبية.
وفي محاولة لـ«كسر حدة تقدم هولاند»، دعا ساركوزي الى خوض ثلاث مناظرات تلفزيونية خلال الاسبوعين المقبلين بدلا من مناظرة واحدة كما هو معتاد. لكن مسؤولين اشتراكيين قالوا ان هولاند لن يقبل سوى خوض مناظرة واحدة فقط في وقت الذروة في الثاني من ايار/مايو.
في حين تظهر استطلاعات للرأي أجرتها عدة مؤسسات أمس الاحد أن ما بين 48 و60 في المئة من ناخبي لوبن يعتزمون تأييد ساركوزي في جولة الاعادة، إلا أنها أظهرت أيضاً أن حوالي الـ ٢٠ في المئة سوف يوجهون أصواتهم لدعم المرشح الاشتراكي لـ«قطع الطريق» على ساركوزي.
وفي حالة فوز هولاند لينضم الى مجموعة صغيرة من الحكومات اليسارية في اوروبا، فانه يعد باعادة التفاوض حول معاهدة اوروبية لتنظيم الميزانية وقعها ساركوزي. ومن الممكن أن يكون هذا ايذانا بتوتر في العلاقات مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي جعلت من المعاهدة شرطا لتقديم المزيد من المساعدة لدول منطقة اليورو المضطربة.
وقال مدير حملة هولاند ان الانتصار أصبح قريب المنال لكن المرشح الاشتراكي يدرك القيود المالية التي ستواجه حكومة من اليسار في المستقبل. ويقول محللون في الاسواق المالية ان أيا كان الذي سيفوز خلال اسبوعين عليه أن يفرض اجراءات تقشف أكثر صرامة مما اعترف به اي من المرشحين خلال الحملة الانتخابية مع خفض الانفاق العام وكذلك رفع الضرائب للحد من عجز الميزانية.