أخبار بووم الفنّ ألماني الحديث يغزو لندن: جرأة وابتكار... و رعب

: Georg Herold في غاليري ساتشي (انقر على الصورة)

لندن ــ إميلي حصروتي
تتحضر لندن في الأشهر المقبلة لغزوة ألمانية فنّية متميزة يديرها “كاليري ساتشي” الشهير بمعارضه المثيرة للجدل، إذ يقدم لهواة الفنّ المعاصر كشفاً على أعمال منتقاة من الرسم والنحت والتصميم والتركيب لأربعة وعشرين فناناً ألمانياً، وذلك ضمن معرض جديد يحمل عنوان: “حصيلة الأعمال الفنية: فنّ حديث من ألمانيا”.
دريك بل والكسندرا بيركن واندريه بوتزر وزيفاغو دانكن وإيدا إيكبلاد وغيرهم من الفنانين الألمان، أو المتواجدين في ألمانيا حالياً، سيتشاركون فضاء “كاليري ساتشي” بين الثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 والثلاثين من ابريل/ نيسان 2012. ما يميّز هؤلاء الفنانين أن معظمهم لم يعرض سابقا في بريطانيا، على الرغم من اثباتهم لفنّهم في ألمانيا وعلى الساحة العالمية بأعمال جالت على أكثر من معرض. إنها المرّة الأولى التي يقدم فيها “كاليري ساتشي” معرضا ًمماثلاً، حيث يُعتقد أن ذلك سيساهم في التأكيد على دور ألمانيا كمركز قوة للفنّ الأوروبي المعاصر.
يعبّر الجزء الأول من عنوان المعرض: “حصيلة الأعمال الفنّية: فنّ حديث من ألمانيا”، عن رغبة “كاليري ساتشي” في إبراز خلاصة ما وصل اليه الفنّ المعاصر الالماني من جرأة وابتكار بلغت حدود التمازج بين مختلف التخصصات الفنّية. سيتنقل الزائر بين أعمال طليعية وأخرى تاريخية مروراً بما بينهما في إشارة الى إمكانية تعايش كل شيء فنّياً. ويتحدث القائمون على هذا المعرض عن عامل الإبهار الذي سيحمله لزواره، منوّهين بأنه يجمع تنوّعاً غير عادي يشمل عدة أطر فنّية منها المرعب والمتنافر والشاعري واللاواقعي. وستحمل المعروضات الفنّية إشارة مرجعية بديهية لأعمال بصرية فنّية وثقافية تعود بنا الى حقبة ألمانيا ما بعد الحرب، الى جيل الفنانين الألمان الأوائل، من التعبيريين الى جوزيف بويس وانسيلم كييفر وفرانز ويست وغيرهم، وخصوصاً أن منهم من هو على تماس وتحاور مع عدد من الفنانين المشاركين في المعرض.
منذ افتتاحه في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، تحوّل “كاليري ساتشي” الى مركز لإطلاق أهم الموجات الفنّية في اوروبا، وقد أدّت بعض المعارض التي استضافها الى إثارة الإعلام والرأي العام وخلق بلبلة ميّزته عن سائر الفضاءات الفنّية في العاصمة البريطانية. ففرصة العرض في “كاليري ساتشي” اللندني محل تقدير لأي فنّان، إذ ساهم هذا الكاليري في إبراز العديد من المواهب التي ظلت مغمورة، الى أن مرّت بصالاته. وبحسب إحصاء لـ”آرت نيوزبايبر” الفنية الاستقصائية، فلقد استضاف كاليري” ساتشي” خمسة من الستة معارض الأكثر شعبية على مدى السنتين الفائتتين.