- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هولاند ينافس ساركوزي في التقرب من اليمين المتطرف

باريس – بسّام الطيارة

اليمين المتطرف الفرنسي لا يخيف فقط مرشح «اليمين الوسطي» نيكولا ساركوزي بل يخيف أيضاً المرشح الاشتراكي الذي تعطيه استطلاعات الرأي ١٠ نقاط زيادة عن الرئيس المنتهية ولايته ساركوزي. فقد  سعى متصدر السباق في انتخابات الرئاسة فرانسوا هولاند للتقرب من ناخبي اليمين المتشدد الذين حملوا مرشحتهم مارين لوبن إلى المركز الثالث والذين يشكلون حوالي الـ ٦ مليون ناخب، وهم قد يحسمون نتيجة الانتخابات في الجولة الثانية، فبعد أن لوّن ساركوزي خطابه تلويناً يمنياً ها هو هولاند يفعل مثله ويجعل من المهاجرين والإسلام محوراً أساسياً في خطابه الانتخابي. فقد أعلن أنه سوف يحدّ من الهجرة نظراً للأزمة الاقتصادية التي تحيق بالبلاد وأنه يؤيد حظر ارتداء النقاب في الاماكن العامة.

ويأمل هولاند بهذا «الانحراف» عن خطابه الأول منع انزلاق أوراق اقتراع الملايين الستة لصالح ساركوزي ما يمكن أن يقلب كل التوقعات، إذ أن تصويت عدد كبير من ناخبي لوبن هو الامل الوحيد أمام ساركوزي للفوز يوم الاحد في السادس من هذا الشهر.

وكان ساركوزي قد فتح «باب التنافس على جذب أصوات اليمين الشوفيني» عندما أعاد إلى واجهة خطابه الهجرة والاسلام خلال هذا الاسبوع. وهو ما دفع هولاند إلى القول إنه «يتعين الانصات الى اصوات الجبهة الوطنية» لكنه أحجم عن التودد مباشرة وبشكل صريح لهذه الشريحة من الناخبين. وقال «خلال الازمة التي نمر بها يصبح الحد من الهجرة الاقتصادية أمرا ضروريا وجوهرياً».

ولكنه راوغ بإجابته على سؤال تكرر عدة مرات في برنامج تلفزيوني بشان ما اذا كان يعتقد أن عدد الأجانب في فرنسا اكبر من اللازم مثلما أعلن ساركوزي ولوبان في أحاديث خملتيهما حملتيهما الانتخابيتين. وفي معرض توضيح موقفه بعد أن أثارت مراوغاته الانتقاد قال لاذاعة «ار.تي.ال» (RTL) في اليوم التالي إنه في حالة انتخابه سوف يحمل البرلمان على تحديد حصة سنوية للوظائف التي يتولاها الاجانب القادمون من غير دول الاتحاد الاوروبي، وهو طرح تردده مارين لوبن تحت تسمية «الأولوية لفرنسيين في العمل».

كما تطرف هولاند ايضا إلى مسألة «آلحجاب والنقاب»  وقال إنه سيدعم ويطبق حظر على ارتداء المسلمات النقاب رغم امتناعه عن التصويت على القانون الذي حظر ارتداءه في عام ٢٠١٠ خلال اقتراع برلماني عندما اقترحه ساركوزي.

وجاء تغيير استراتيجية هولاند رداً فيما يبدو على محاولات ساركوزي رسم صورة له على أنه متساهل بشان الاسلام الاصولي، مع التشديد على دعم الداعية الإسلامي طارق رمضان. إلا أن هذا الأخير نفى دعم أي مرشح في سباق الإليزيه.