- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“فروق متشابهة”: نحو سينما أردنية بديلة

عمان ــ محمد السمهوري

وضع الفليم السينمائي الاردني “فروق متشابهه” الثالوث المحرم تحت المجهر، متناولا قضايا الاقليات وحقوق الانسان في المجتمع بأسلوب يحاكي فيه أنين فئات كثيرة من المجتمع تعاني القهر الاجتماعي والانساني. الفيلم الذي يعتبر باكورة انتاج شركة الرواد للمرئيات والصوتيات، تم انتاجه في ظروف صعبة، وبكاميرا سينمائية حديثة.

على مدى ساعتين يتعرض الفليم لشخصيات عديدة في المجتمع، منها الاردني ومنها العربي ومنها الاجنبي. يجتمعون في ظروف انسانية وقانونية واقتصادية صعبة، معبرين بذلك عن وجع الحياة وسوء الظروف وضيق الحال، نتيجة تركهم بلا حلول.

ويرى منتج الفليم المخرج ناصر عمر ان اهمية الفيلم تأتي من الواقع المعاش، ويقول “فروق متشابهه فيلم يحاكي واقع الاقليات وشرائح مهمة في المجتمع الاردني، وكيف تسحقها الاغلبية والمدينة التي تبدو عصرية وعالمية وهي في حقيقتها غير قادرة على الانفتاح. وتصّر على ان تبقى ضيقة وقاسية”.

ويضيف ناصر عمر “نحاول في مشروعنا لانتاج سينما بديلة الاعتماد على قضايا ومواضيع محلية، الفيلم تناول وبجرأة واستقلالية كاملة وبعيدة عن اجهزة الرقابة، اوجاع الناس، وهو بذلك سوف يكون بعيدا عن سقوف محطات التلفزة والفضائيات. كما ان مشروعنا في انتاج سينما محلية هدفه هو خلق جيل جديد من المخرجين وكتاب السينما والفنانين المستقلين”.

ويشير المنتج عمر الى عدم اهتمام الشركة في انتاج مسلسلات تاريخية وغير تاريخية تنطوي على الاف المشاهد غير المفهومة وغير واضحة الاهداف: “نريد ان نشتبك مع قضايا حقيقية وساخنة، لأن المشاهد لديه شغف لرؤية مثل هذه القضايا عبر السينما، كما ان هذا الفيلم رأى النور بدعم من الاتحاد الاوربي والمؤسسة الاردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (جيدكو)”.

اما مخرج السينمائي الاردني محمد لطفي فقد اشار الى ان قصة الفيلم تعكس قضايا مهمة في المجتمع، وكان الهدف ايضا استقطاب وجوه جديدة سينمائيا: “ظروف انتاج واخراج العمل كانت بالنسبة لي صعبة للغاية، وذلك لأسباب عديدة منها تكاليف الانتاج، وكثرة عدد الممثلين ومواقع التصوير”.

الشخصيات التي اشتركت في العمل، كما يقول المخرج السينمائي لطفي، كانت منوعة وكلها تمثل نسيج المجتمع في الاردن “تعرض الفيلم لقضايا عديدة منها العمالة الوافدة العربية والاجنبية في الاردن وظروفها الانسانية والاقتصادية. كما ان الفيلم استطاع ان يستقطب وجوهاً جديدة تقف لاول مرة امام كاميرا سينمائية، تحكي ضيق وظروف الاهمال التي تتعرض لها، نتيجة عدم الحماية والامان”.

واعتبر مخرج الفيلم لطفي ان الظروف الصعبة التي مر فيها تصوير الفيلم نتيجة توقفه عدة مرات بسبب ظروف الانتاج وتقلبات الطقس كانت وراء تأخر التصوير وزيادة التكاليف المالية في بعض الاحيان. “برأيي ان شركة الرواد تحملت عبئاً كبيراً من اجل انتاج هذا الفيلم، كما ان الفكرة الجريئة التي تناولها الفيلم سوف تسجل للشركة، لكن الاهم ان النتائج كانت مهمة وايجابية لأن الفكرة بالاساس اعتمدت على النقد الفكري والفلسفي للنظام الاجتماعي، والطرح الجريء ساعدني كمخرج للفيلم في تقديم رؤية اخراجية فنية تناولت صعوبة الشخصيات المركبة”.

واضاف المخرج محمد لطفي ان “الثالوث المحرم كان محور الافكار التي صاغت الصورة السينمائية: “العلاقات الاجتماعية و الانسانية وقضايا الجنس والجسد وحقوق الانسان بما تمثله في تفاصيلها كانت تفاصيل مهمة استطعت ان اعبر عنها عبر صورة سينمائية معاصرة، كما تناول الفيلم قضية بارزة وهي العمالة الوافدة وظروف عيشها والاهمال التي تتعرض له، واعتقد ان انتاج مثل هذا الفيلم يحسب للاردن وانا محظوظ لأنني اخرجت هذا الفيلم”.

ولفت المخرج الشاب لطفي “شعرت انها فرصة جيدة لأني تبنيت هذه الافكار التي تناولت قضايا حقوق الانسان، والذي اشترك في كتابة السيناريو والحوار كل من المخرج ناصر عمر ومحمود عريقات ومحمد السمهوري، ورغم قناعتي ان مثل هذا الفيلم قد لا يجد طريقه للفضائيات الا ان ساحات المهرجانات العالمية سوف ترحب به وتكرمه”.