- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تنظيم القاعدة لم يمت مع زعيمه

لمناسبة مرور عام على مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن ،الذي لقي مصرعه يوم 2 أيار/ مايو عام 2011 في عملية سرية للبحرية الأميركية فى مجمع مدينة بوت آباد باكستان، نقلت صحيفة الـ”واشنطن بوست” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن “من بين السجلات التي لم يكشف عنها سابقاً، وثيقة مطولة كتبها أيمن الظواهري خليفة بن لادن ، تظهر استيراتيجة القاعدة لأفغانستان عقب انسحاب القوات الأميركية”.

إضافة إلى ذلك، هناك وثائق أخرى تفيد بأن بن لادن لم يكن فقط على صلة بالجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، بل أيضاً بالمنتمين الجدد الذين يتطلعون لكسب تحالفات جديدة ومن بينهم جماعة “بوكو حرام” النيجيرية التي تبنت فكر ومبادئ القاعدة في التخطيط لشن هجمات انتحارية.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الأميركيين، الذي رفض الكشف عن هويته قوله أثناء عرض التقييمات المخابراتية الأميركية عن القاعدة عقب مقتل بن لادن، إن “التنظيم الذي دبر لنا هجمات 11 أيلول/ سبتمبر قد رحل بالفعل، غير أن فكر وفلسفة بن لادن تحاول البقاء وفرض نفسها في أماكن عديدة خارج باكستان”.

وذكّرت الصحيفة بإعلان ليون بانيتا، عقب تركه منصب مدير المخابرات المركزية الأميركية الـ”سي أي إيه” ليتولى حقيبة الدفاع، عندما قال انه على ثقة بقرب نجاح الولايات المتحدة في هزيمة القاعدة.

وأشارت إلى أن هذه الثقة بدت أكثر إثارة وواقعية خلال الفترة المتبقية من العام الماضي عندما نجحت غارات بدون طيار شنتها الولايات المتحدة في استهداف بعض المنتمين للقاعدة، مما أسفر عن مقتل العديد من كبار مساعدي بن لادن ومنهم إلياس الكشميري، مساعد بن لادن المكلف بإيجاد وسيلة لقتل الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعطية عبد الرحمن الذي يعتبر بمثابة صلة الوصل بين بن لادن والقاعدة وغيرهما.

منذ مقتل أنور العولقي، المسؤول عن جناح القاعدة باليمن، في غارة أميركية، لوحظ انخراط القاعدة بمشاكل يأمل المسؤولون الأميركيون أن تسرع بسقوطها وأن أيمن الظواهري على سبيل المثال يتحدى توقعات الفشل في قيادة دفة التنظيم بدون بن لادن.

ويصف مسؤولون أميركيون الظواهري بأنه “شخصية إنقسامية تفتقر الى الكاريزما التي كان يتمتع بها بن لادن”. ويقول روبرت كارديللو، نائب مدير الاستخبارات الوطنية، إن الظواهري لا يتمتع بشعبية زعيم القاعدة السابق، وأن أتباع الحركة “لن يقدموا الإحترام للظواهري كما كانوا يفعلون مع بن لادن”.

على الرغم من ذلك، لم يظهر أي بديل أو منافس للظواهري حتى اليوم. وبدلاً من التعامل مع الانشقاقات، أضاف الظواهري بعض الجماعات إلى نطاق القاعدة.

وقال بروس هوفمان، خبير في مكافحة الإرهاب في جامعة جورج تاون: “لا أعتقد أنه كان الكارثة التي توقعها الناس”، مشيراً إلى أن حركة الشباب وهي جماعة متشددة في الصومال، انضمت رسمياً لتنظيم القاعدة قبل شهرين فقط.

وأشارت الـ”واشنطن بوست” إلى أن القاعدة بزعامة الظواهري، وهو فيزيائي مصري، حولت التنظيم إلى اعتماد الاستراتيجية الخفية، فهو أقل انشغالاً بشن هجمات واسعة النطاق ضد الولايات المتحدة كما كان بن لادن، بل يركز على الصراعات الاقليمية التي من المرجح أن يتردد صداها مع المسلمين في الشرق الأوسط.
بحكم الضرورة، ضيّق الظواهري طموحات تنظيم القاعدة على المدى القصير، فالتنظيم غير قادر على شن هجمات شبيهة بأحداث 11 أيلول/ سبتمبر. ويسعى الظواهري بدلاً من ذلك إلى العثور على انتصارات في سياق الأحداث العالمية.
في رسائله المسجلة، اعتبر الظواهري انسحاب القوات الاميركية من أفغانستان، وخفض ميزانية وزارة الدفاع، وحتى الربيع العربي بمثابة دليل على “انكماش وتراجع أميركا”.

وقال بروس ريدل، وهو محلل وكالة المخابرات المركزية السابق وخبير مكافحة الارهاب في معهد بروكينغز: “انه يحاول القفز في عربة الثورات واللحاق بركب الاحداث”، مشيراً إلى أن الظواهري “تزعّم إمبراطورية تنظيم القاعدة العالمية بأسرها، لكنه يرأس منظمة تشهد انتكاسات عديدة”.

ونفذت إحدى الشبكات النائمة التابعة للقاعدة في العراق سلسلة من الهجمات المميتة في جميع أنحاء البلاد. كما استخد التنظيم البلاد لتهريب الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا، لكنها الآن تستخدم لتصدير العنف إلى الثورة الشعبية السورية ضد الرئيس بشار الأسد.

أما في شمال أفريقيا، تمكنت المجموعات الإرهابية التابعة للقاعدة من جمع ملايين الدولارات من خلال عمليات الخطف والأعمال الإجرامية الأخرى، ويستخدم هذا المال الآن لتخزين الاسلحة التي تدفقت من ليبيا بعد الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي.
وقال مسؤول مكافحة الارهاب الاميركي، “على الرغم من وجود القاعدة في العديد من الدول، إلا أن أكثر ما يقلقنا هو تنظيم القاعدة في اليمن، الذي يعمل في خضم تمرد وصراع على السلطة، الأمر الذي يعطيه الوقت للتجنيد، جمع المال، والتخطيط للمؤامرات”.

وأضاف: “هذا لا يعني ان القاعدة تتخلى عن نواياها الجهادية العالمية، لكنها اليومأكثر تركيزاً على وضعها المحلي، إلى أن تتمكن في المستقبل من ارتداء عباءة الجهاد العالمي من جديد”.