- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الغموض يحيط غرق شكري غانم في النمسا

أصرّت شرطة فيينا يوم الاثنين على ان رئيس الوزراء الليبي الاسبق شكري غانم الذي عثر عليه ميتا في نهر الدانوب قد غرق، لكن مصدراً أمنياً ليبياً اشار إلى انه ربما يكون قد قتل على ايدي اعداء سياسيين.

وعثر على جثة غانم، وهو رئيس وزراء ووزير نفط سابق في ليبيا، بكامل ملابسه في نهر الدانوب بفيينا بوم الاحد على بعد بضع مئات الامتار من منزله. وقال رومان هاسلينجر، المتحدث باسم شرطة فيينا، ان التشريح المبدئي للجثة لم يكشف عن اي علامات على جريمة قتل او انتحار.

وذكر مصدر امني ليبي ان السلطات تحقق في الحادث واعرب عن اعتقاده بأن عملاء سابقين للقذافي ربما قاموا بدفعه في نهر الدانوب.

وعثر أحد المارة على جثة غانم الساعة 8.40 صباحا بتوقيت فيينا يوم الاحد قرب منطقة للترفيه تعرف باسم كوبا كاجرانا حيث يوجد ممشى على امتداد ضفة النهر. وكان قد امضى مساء السبت في مشاهدة التلفزيون مع ابنته. وقالت الشرطة ان الابنة لاحظت في حوالي الساعة العاشرة صباحا عدم وجود والدها بالمنزل.
وكان الصديق المؤتمن سابقا للقذافي مقربا ايضا من سيف الاسلام نجل القذافي. وكان مطلعا على معلومات ربما تكون خطيرة منها صفقات نفطية مع حكومات غربية.

وكان غانم (69 عاما) أمينا للجنة ادارة المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة الليبية قبل ان ينشق العام الماضي بعد بضعة اشهر من بدء الانتفاضة التي اطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافي.

وقال المحامي الجزائري سعد جبار المقيم في بريطانيا، والذي كان يعرف غانم وقدم النصح للحكومة الليبية خلال ازمة لوكربي، لرويترز ان غانم لم يكن من النوع الذي ينتحر. وأضاف “وفاته يحيطها الغموض الشديد”. وقال “كان قلقا على المستقبل السياسي في ليبيا لكنه ليس من النوعية التي تقدم على الانتحار. كان معروفا بشكل جيد على الصعيد الدولي وكان لديه الكثير من الاتصالات”.

وقال ديفيد باتشمان -وهو مسؤول بالغرفة التجارية النمساوية يقيم في طرابلس وكان يعرف غانم جيدا- “شكري غانم هو بالتأكيد واحد من الاشخاص الذين كانت لديهم معلومات كثيرة وكان من اكثر الشخصيات نفوذا في النظام القديم.”

وقال باتشمان “بالتأكيد كان هناك اشخاص لا يحبونه أو اعتقدوا انه سرق المليارات ويعيش في مأمن في فيينا ويحيا حياة طيبة”، مضيفا انه كان من المعروف ان غانم كان في كثير من الاحيان في فيينا.
وقال باتشمان انه لن يندهش اذا قرأ ان متمردين ليبيين سابقين انتقموا من غانم لكنه قال ان حلفاء القذافي ربما كانوا يكنون له ضغينة ايضا.

وأضاف باتشمان “المشكلة انه كان في نظر الحرس القديم (في نظام القذافي) منشقا وهو نوع من الجرذان. وفي نظر المتمردين (مقاتلي المعارضة) كان جرذا أيضا لان انشقاقه لم يأت مبكرا بما يكفي.”

وأضاف “كان عمره 69 عاما ولم يكن شخصا غبيا. عندما تكتشف انه ليس لك مستقبل سياسي في لحظة معينة فانك تقول: حسنا فلننه قصة ليبيا هذه واحاول الاستمتاع مع عائلتي واحفادي وهذا كل ما في الامر”.
وفي اطار دوره امينا للجنة ادارة المؤسسة الوطنية للنفط منذ عام 2006 ساعد غانم في توجيه سياسة البلاد النفطية وتولى مهمة تمثيل ليبيا في اجتماعات منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك).

وبصفته رئيسا لوفد ليبيا لدى اوبك كان غانم يزور فيينا كثيرا لحضور الاجتماعات أثناء حكم القذافي.

وبعد انفصاله نهائيا عن حكومة القذافي ظهر غانم اولا في روما قائلا انه انشق بسبب “العنف الذي لا يطاق” الذي تستخدمه الحكومة لمحاولة اخماد التمرد.

وكان غانم يعمل حتى وقت قريب مستشارا في مجال الطاقة في فيينا حيث تعيش ابنتاه وعائلاتهما ايضا.
وقال هاسلينجر المتحدث باسم شرطة فيينا ان الشرطة لم تكن تعلم بوجود اي تهديدات “محددة” ضد غانم.