أظهرت وثائق تمت مصادرتها من المنزل الذي قتل فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان أنه كان قلقاً بأيامه الأخيرة على الصورة التي يظهر فيها تنظيم القاعدة، وسعى إلى الحدّ من الهجمات بدول إسلامية واستهداف المدنيين فيها للحافظ على شعبية التنظيم.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلاً عن مسؤولين اطلعوا على الوثائق، إن بن لادن عارض بشدة فكرة تم تداولها على المواقع الجهادية حول ربط شفرات حادة بشاحنة صغيرة وإقحامها وسط حشود. وقال مسؤول استخباراتي سابق إن بن لادن “استاء” من الفكرة، واعتبر أنها “تتناقض مع رؤيته لما يجب أن تكون عليه القاعدة”.
وأظهرت الوثائق أن بن لادن كان متردداً تجاه مساعده أيمن الظواهري، ويميل أكثر إلى عطية عبد الرحمن، وهو أحد الجهاديين الذين برزوا في الجزائر في التسعينات، والذي بدعم من بن لادن بدأ في وضع قواعد سلوك للقاعدة والجماعات المرتبطة بها محذراً من أن قتل المسلمين الأبرياء سيؤذي المنظمة وينتهك الشريعة، غير أن قتل الأميركيين حتى من غير المقاتلين سيبقى مسموحاً به وحتى أنه ملزم.
وقال غاريت براشمان، وهو كاتب ومستشار حول تنظيم القاعدة لصالح وكالات الحكومة الأميركية، إن “عطية استمر بمحاولة كبح الهجمات داخل الشرق الأوسط”، وقال إنه وبن لان استمرا في بغضهما للغرب “ولكن شعرا أن الهجمات في داخل الدول الإسلامية كانت سيئة للصورة العامة”.
وعلى الرغم من العزلة التي كان يعيشها بن لادن، قال بروس رايديل، وهو مسؤول سابق بمجال مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات الأميركية، إنه كانت يتصرف “كمدير تنفيذي لمنظمة إرهابية دولية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق تظهر بن لادن على أنه مهووس بنقاوة عقيدته فيما كان يسعى لإدارة عناصر الشبكة المشتتين والذين تراجعت معنوياتهم وخسارته عدد من مساعديه في الغارات الأميركية.