- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جنود أتراك يحرسون ضريح سليمان شاه في العمق السوري

ما قصة ذلك الضريح المبجل الذي يحرسه جنود أتراك في العمق السوري؟

ظل ضريح سليمان شاه جد عثمان الأول مؤسس الامبراطورية العثمانية، محروسا بوحدة من الجنود الاتراك حتى في وقت تتصدر تركيا الادانات الدولية للنظام السوري بعد اقدامها على غلق سفارتها في دمشق مطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد.

وفي حين أن قليلاً من المسافرين والسياح يزورون الضريح، حتى قبل اندلاع الأحداث الراهنة في سوريا، لا يزال المرقد الذي ينتصب على نهر الفرات موضع اعتزاز كبير عند تركيا التي تعود حقوقها فيه الى معاهدة عقدتها عام 1921 مع فرنسا التي كانت تستعمر سوريا حينها.

وتجيز المعاهدة التي وُقعت بعد انهيار الامبراطورية العثمانية وتقاسم ممتلكاتها بين القوى الكبرى حينذاك، إبقاء جنود اتراك يحرسون الضريح الذي يُعتبر ملكية تركية، ورفع العلم التركي عليه. واستمر العمل بالمعاهدة بعد استقلال سوريا.

ونقلت شبكة “سي بي أس نيوز” عن ضابط تركي طلب عدم ذكر اسمه “ان جنودنا ما زالوا هناك وليست هناك مشكلة على الاطلاق”. ولكن بعد أن بدأت تركيا وحلفاؤها العرب والغربيون العمل على اسقاط النظام السوري، بدأت القضية تتسم بحساسية بالغة. وفي حين ان دمشق لم تتدخل في عمل الجنود الاتراك الذين يُقدر عددهم باثني عشر جنديا فان انعدام الاستقرار المتزايد في سوريا يمكن ان يسبب مشاكل لتقليد عريق يتحدى حقائق السياسة الى الآن.

ولم تطلق سوريا أي تصريحات علنية عن الجنود الأتراك على أراضيها، ربما لأن أي اجراء ضدهم وخاصة في موقع زاخر بالدلالات الرمزية الاسلامية لن يحقق لها مكاسب سياسية بل يهدد برد من جارتها القوية.  وامتنعت قيادة الجيش التركي عن التعليق لوكالة اسوشيتد برس في مؤشر الى انها لا تريد وضع الضريح في دائرة الضوء وسط الفوضى السورية.

وقال الخبير بالشؤون السورية في المنظمة الدولية للأبحاث الاستراتيجية في انقرة عثمان بهادر دينجر “ان هذا خطر من نوع ما يواجه تركيا.  وإذا اراد احد ان يجر تركيا الى المشكلة فانه يستطيع ان يستخدم هؤلاء الجنود من باب الاستفزاز”.

وما يعنيه دينجر هو وقوع اعتداء او تحرش بالجنود الذين يحرسون الضريح المسيَّج على شريط من الأرض ناتئ في ماء الفرات قرب قرية قره كوزاك على بعد 25 كلم من تركيا. واستخدم غالبية الآلاف الذين نزحوا عبر الحدود طرقا تقع غرب القرية. وما زالت القنصلية التركية في حلب جنوب غرب قره كوزاك مفتوحة.

وتتولى كتيبة تركية تتمركز قرب الحدود السورية تدوير الوحدات التي تحرس الضريح، وليس هناك ما يشير الى ان هذه العملية تعطلت رغم التوتر بين الجانبين. إذ دعت تركيا مواطنيها الى مغادرة سوريا وكانت بعثاتها الدبلوماسية هدف احتجاجات غاضبة قام بها متظاهرون مؤيدون للأسد.

وكانت تركيا نقلت الضريح المقدس في الوجدان الشعبي التركي الى موقعه الحالي بموجب اتفاقية وقعتها مع سوريا في السبعينات لأن الموقع السابق في قلعة الى الجنوب كانت ستغمره المياه بسبب إنشاء سد جديد.

ويُقال ان سليمان شاه غرق في نهر الفرات في القرن الثالث عشر. وان اتباعه توجهوا شمالا الى ما اصبح تركيا حيث اقاموا الامبراطورية العثمانية.