- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الحلقة تضيق على الرئيس الفرنسي

باريس ــ بسّام الطيارة
يوم بعد يوم يستدعي قضاة التحقيق مقربين من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبدأت حلقة القربى تضيق بشكل اضطر معه وزير الداخلية إلى الخروج بتصريح يقول فيه إن «لا شيء يطال الرئيس» في كافة الملفات التي تتحدث عنها الصحف، رغم أنه يفترض عدم علمه بما تحوي أوراق القضاة بموجب سرية التحقيقات، إلا أنه يمكن وضعه في نفس وعاء الصحافة التي «تستفيد» أيضاً من تسريبات لتصفية حساباتها مع الساركوزية.
بالطبع يدرك ساركوزي بحكم حنكته السياسية خطورة ملفات القضايا التي تتراكم في أفق مساره للعودة إلى الإليزيه، وعلم أنه بات يعيش مرحلة اضطرابات وصلت ارتجاجاتها إلى داخل حزبه بحيث لم يعد يتردد بعض أقطابه من المطالبة بـ …مرشح آخر. إلا أن قاطن الإليزيه المشهور بعصبيته يستقبل هذا التيار من الفضائح إضافة إلى خسارة مجلس الشيوخ ببرودة أعصاب تدهش المقربين منه. فقد جمع أقطاب الأكثرية النيابية وحزبه في الإليزيه وكانت توجيهاته تصب في اتجاه واحد «برودة أعصاب وترك العاصفة تمر».
لذلك تفسيرات متعددة: منها أنه يعتمد على فترة الوقتالتيتفصلبينهوبينمرحلةالانتخابات،وينتظر «صراع الأخوة والأخوات الاشتراكيين» لاستيعاب الهجوم السياسي الذي يتعرض له. كما أنه يريد أن يظهر للفرنسيين أنه غير معني بما يحصل لأنه «لا علاقة له بكل هذه الملفات» كما قال غيان. أو أنه ينتظر انتهاء موجة التوقيفات وسلسلة الاتهامات ليبدأ هجوماً معاكساً.
إلا أن هذه «البرودة» ما هي إلا الوجه الظاهر لما يريد ساركوزي أن يبرزه، إذ تقول التسريبات من داخل الإليزيه أنه استشاط غضباً عندما بدأت نتائج انتخابات مجلس الشيوخ تصل تباعاً ولم يتردد من نعت بعض قادة اللوائح بـ«المعتوهين»، وكان يصيح «كل الذين يحيطون بي أغبياء». ومن المؤكد بأن سلسلة الفضائح لن تتراجع بسهولة خصوصاً أنه يبدو واضحاً بأن «الأصدقاء الموضوعين داخل حلقات الاتهام» بدأوا يحسون بأن «الرئيس يتخلى عنهم» وهو ما يمكن أن يقودهم لـ«المزيد من الاعترافات» التي يمكن أن تتجاوز استهداف إدوار بالادور رئيس الوزراء السابق و«الأب الروحي السياسي» لساركوزي، حيث تشاركا سوياً في محاولة «إسقاط شيراك» عام ١٩٩٥. فالعمولات التي تشارك زياد تقي الدين ونيكولا بازير مدير مكتب بالادور بنقلها حسب اتهامات زوجة مدير مكتب ساركوزي السابق غوبير كانت تهدف لدعم حملة بالادور ضد شيراك.
سقط كل من نيكولابازير، الذيكانمقرباًمنبلادورومديرحملته،وروبيرغوتريكانمدير مكتب ساركوزي الذي كان المدير المالي لهدذه الحملة، بسبب إفادات زوجة الميليونير اللبناني تقي الدين بعد «حفلة طلاق مرت في المحاكم». وبعد توجيه الاتهام لهما بالتدخل في تمويل حملة انتخابية والتبيض أموال، اتصل بريس هوتوفو وزير الداخلية السابق ومدير حملة ساركوزي الرئاسية بغوتري ليقول له «إن زوجتك تتحدث كثيراً إلى الشرطة». وأضاف، مندونأنيدريبأنالشرطةتسجلمحادثاتغوتريالهاتفيةبناءعلىطلبقاضيالتحقيق،«باتتالشرطةتملكالكثيرمنالمعلومات»، هذه المحادثة التي تنم عن «غباوة»، حسب وصف صحيفة «كنار أنشينيه»، سوف تتسبب باتهام هورتوفو بالتدخل في القضاء والاطلاع على ملفات تحقيق ومحاولة التأثير على الشهود، ويتوقع البعض أن يتم جلبه حلال أيام أمام القاضي للاستماع إلى «ما يعرفه» عن هذا الملف ولمعرفة طريقة حصوله على معلومات حول التحقيق.
مقرب من ساركوزي «أشفق» على الرئيس وقال «عندما يكون للرئيس مثل هؤلاء الأصدقاء فلا ضرورة لأعداء».
——-
بوكس
من  لا يذكر قاضي التحقيق جان لوي بروغويير؟ القاضي الذي حقق في ملف لوكربي والذي يتهمه البعض بأنه بسبب تصرفاته أخر الوصول إلى اتفاق في إشارة إلى وصوله إلى طرابلس آنذاك على …طراد عسكري ما دفع بالقذافي إلى رفض استقباله في المرفأ. اليوم وبعد ٤ سنوات على تقاعده يعود إلى بروغويير إلى دائرة الضوء بعد أن رفعت عائلة ضحايا تفجير كراتشي، الذي ذهب ضحيته في ٨ أيار/مايو ٢٠٠٨ نخبة مهندسين الصناعة العسكرية الفرنسية، دعوى عليه بسبب إهماله وثيقة تتعلق بتشريح جثة أحد المنفذين.