- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المثيرة “لارا كاي”: أنا إنسانة مسالمة لا أؤذي أحداً

إميلي حصروتي

فيما لبنان يتخبط بأزماته الإقتصادية والسياسية، وبينما الناشطون اللبنانيون يتصدّون لقضايا بغاية التعقيد كحقوق المرأة والعلمانية، هبّت عاصفة الشابة “لارا كاي” كنسيم صيف أشعل مواقع التواصل الإجتماعي وأحدث همروجة شجب ونقد غير مسبوقة أدارت الرؤوس والأحاديث عمّا عداها.

بدأ الأمر بمقطع فيديو تناقله ناشطون على “تويتر” وتبدو فيه فتاة تتكلم لغة انكليزية ركيكة تعرّف المشاهد عن نفسها بأنها “لارا كاي” وتدعوه للدخول الى بيتها. التصوير الرديء وطريقة حركة الفتاة أمام الكاميرا بدت مشبوهة. احتار غالبية من شاهدوا الفيديوالأول بتصنيفها، فانقسمت الآراء بين من اعتقد أنها تصوّر هذا الفيديو للسخرية من برامج الواقع المصور، وآخرون جزموا أنها معتوهة أو ضحية أخرى من ضحايا الرغبة بالشهرة.

في سلسلة من الفيديوهات التي صدرت تباعا، بدت “لارا كاي” أكثر إصراراً على تقديم نفسها للمشاهد كفتاة لبنانية تصوّر يومياتها بطريقة متحررة وجريئة تظهر جسدها الشاب ووجهها اللذين ظهر عليهما الأثر الواضح لعمليات التجميل المكثفة. التعليقات التي تركها المتصفحون للفيديوهاتـ وقد حذف أكثرهاـ  كانت قاسية وبعضها يجافي الأدب. ولكن لم يبد لذلك أي تأثير على عزيمة لارا في إكمال ما بدأت به والشاهد على هذا الكلام استمرار تدفق أعمالها التي بدأت تأخذ منحى أكثر احترافا. فمن هي “لارا كاي”؟

ـ لقد عملت عارضة بين لبنان وباريس وأمضيت سبع سنوات قبل أن أعود للإستقرار نهائيا في بيروت. منذ عودتي لم أقم بأي عمل مفيد ولكني مؤخراً كنت في المنزل مع صديقتي وقررنا أن نتسلى بتصوير فيديو ومن دون أي تخطيط مسبق وضعناه على اليوتيوب وكان أن زاره اكثر من ألف شخص في وقت قياسي.

* هل يعني ذلك أنك اطلعت على التعليقات التي تركها مشاهدو فيديوهاتك؟ ما رأيك بها؟

ـ أنا لا أهتم بهذه التعليقات، هناك الكثير من اللبنانيين الذين أساؤوا إليّ وانتقدوني، لكني حظيت ايضا بالكثير من التعليقات الممتازة وغالبها من الولايات المتحدة وأوروبا. ردود الفعل هذه دفعتني لأصبح أكثر احترافا كما ترين في الفيديوهات الأخيرة، لذا فإن أتتني فرصة فنية جدية لن اتردد لحظة بقبولها!

* ألا تخشين من أن تفهم هذه الفيديوهات بطريقة مشوّهة فتسيء إلى صورتك وسمعتك؟ ما رأي المقربين منك بهذه الخطوة؟

ـ أنا أعتبر نفسي هاوية وأجد الموضوع مسلياً، لا أحد يملي عليّ تصرفاتي وجميع المقربين يدعمونني ويحترمون خياراتي. فأنا فكريا متحررة مع احترامي لجذوري الشرقية. إني جريئة وما افعله لا يصدم أهلي وأصحابي فهم معتادون عليّ قوية ومستعدة للمواجهة. أما بالنسبة للإنتقادات المسيئة لي فهي عادية، حتى المشاهير يجدون من ينتقدهم، من يقول عني رخيصة لن أردّ عليه لأنه تافه وليفعل أفضل مني.

* ذكرت انك بدأت تتحولين للإحتراف، كيف ذلك؟ هل هناك من يدعمك ماديا؟

ـ أنا أعشق الكاميرا والتصوير وحاليا هناك استديو وفريق يساعدونني على تصوير ومونتاج الفيديوهات. أنا ادفع من جيبي لانتاج هذه الفيديوهات ولن امانع إن وجدت منتجاً مهتماً بعملي.

* ما هي طموحاتك حاليا؟ هل هناك مشروع ما يلوح في الأفق؟

ـ لقد عرض علي أن أغني ولكن الأغنية كانت غير لائقة فأنا إن كنت سأسلك طريق الفن يجب أن يكون راقيا وضمن المعقول. من جهة أخرى أنا اصمم ملابسي وأسعى للعمل في مجال تصميم الملابس وأحلم بإصدار مجموعة خاصة بي.

* تتحدثين عن ما هو لائق ولكنك في الفيديوهات التي نشرتها تبدين مثيرة وتكشفين عن مفاتنك، هل هذا لائق برأيك؟

ـ من يعترض على ذلك عليه ألا يشاهد فيديوهاتي ببساطة. انا إنسانة مسالمة لا أقوم بالأحكام المسبقة على الناس وأعيش في عالم خاص بي، صحيح أني أفتخر بلبنانيتي ولكني لا أحب العقلية اللبنانية وأرى أن هناك الكثير من الخبث والحقد لذا ترينني أفضل التعامل مع الأجانب.

* يبدو أنك أجريت العديد من عمليات التجميل، هل هذا دقيق؟

ـ نعم لقد أجريت أكثر من 7 عمليات تجميل في فمي ولكنها عمليات ترميم، فقد كنت أعاني من مشكلة في فمي منذ الصغر أما العملية الثانية هي تصغير للصدر. أنا صريحة ولست ضد عمليات التجميل وكل إنسان حرّ بجسده فما أفعله لا يؤذي أحداً، أنا متصالحة مع نفسي وهذا الأهم ولا أكترث للإنتقادات.

* سؤال أخير، لماذا تتكلمين باللغة الانكليزية في فيديوهاتك مع أنك تجيدين اللغة العربية؟

ـ صراحة، انا أحاول الوصول الى الأشخاص الموجودين خارج لبنان، أعلم ان فرصي في لبنان ضيقة وأفضل أن أتوجه لأشخاص من نفس أسلوب تفكيري وهم إجمالا من الأجانب كما رأيت من التعليقات والرسائل التي وردتني، وهناك الكثير من المغتربين اللبنانيين الذين شجعوني وطلبوا رؤيتي ولو لمدة خمس دقائق عندما يزورون لبنان وهذا كله مشجع.

يصعب إنهاء الحديث مع “لارا كاي”، كانت سعيدة بإجراء أول مقابلة صحافية لها. هي غالبا ما تستيقظ بعد الظهر ولكنها استفاقت مبكرا لأجلي، بدت تضحية كبرى منها في سبيل شهرتها المستجدة. أنهيت لقائي معها وانا أفكر بكل التعليقات التي سمعتها وقرأتها عنها. فكرت بما قالته عن عيشها بعالمها الخاص وضجرها من اللبنانيين وأفكارهم الضيقة، استمعت مرارا لها وهي تتحدث عن تمسكها بظهور لائق وجذورها الشرقية. أعدت مشاهدة الفيديوهات، خفّت صدمتي، رأيت فتاة منفصلة تماما عن واقعها وأعرافه متصالحة مع نفسها وواثقة من أن ما تفعله لا يؤذي أحداً. صحيح هي لا تؤذي أحداً ولكنها ترمينا بمواجهة تابوهاتنا والممنوعات الاجتماعية التي تسيّج اخلاقياتنا وهذا وحده كفيل بإثارة الغضب. لن أدخل بتحليل نفسي أو اجتماعي قابل للنقاش ولكني اسأل: ما هو العيب وما هي المنظومة التي تحدّده ومن أقامها؟ ثم أين التقدمية والحرية الفردية التي ندعو إليها من الأفكار التي ستساوركم عندما تنقرون بعد لحظات على فيديو لـ”لارا كاي”؟

رابط فيديو لأحد فيديوهات “لارا كاي”:

http://www.youtube.com/watch?v=8Kmo0uTA_Qg&feature=relmfu