- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“حماس” تكافح مهرجانات الثقافة في غزّة

من الاحتفالية في قطاع غزة قبل المنع

غزة ــ سناء كمال

استلهمت مجموعة من الكتاب والمثقفين العرب إنشاء مبادرة “احتفالية فلسطين للأدب” – بالفست- في العام 2008، وتقوم فكرتها على ربط الثقافة الفلسطينية بثقافات العالم، من خلال إقامة احتفالية سنوية متنقلة في المدن الفلسطينية، مقيدة الحرية، بفعل الاحتلال الإسرائيلي.

وتقوم المبادرة، التي أنشأتها الروائية المصرية أهداف سويف، على مقولة المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد “يجب أن تتصدى قوة الثقافة لثقافة القوة”، والتي تمتلك استراتيجية مقاطعة إسرائيل أكاديميا وثقافيا، وارتباطها الوثيق بحركات “مقاطعة إسرائيل” النشطة في بريطانيا، كل ذلك جعل إسرائيل لا تتقبل الفكرة وكانت تضع العراقيل والمعيقات في طريق الاحتفالية، خوفاً من محاصرتها ثقافياً، وكشف قناعها الديموقراطي “الزائف”، كما كانت تسعى لمنع نقل الكتاب والفنانين انطباعاتهم عن الاحتلال الإسرائيلي وبطشهم إلى العالم، ما يزيد عزلها دولياً، وإثبات أن الثقافة الوحيدة التي تعرفها إسرائيل هي ثقافة القوة.

ولكن رغم الصعوبات التي كان يواجهها المثقفون من الاحتلال إلا أنهم كانوا يستطيعون إقامة احتفاليتهم السنوية بالتنسيق مع شركائهم الفلسطينيين في رام الله ونابلس وبيت لحم وأريحا والعديد من مدن الضفة الغربية، وبقيت غزة حاضرة في الخطة، لكن الدخول إليها شبه مستحيل، في ظل الحصار الإسرائيلي المحكم عليها.

بعد نجاح الثورة المصرية، وانتهاء النظام المصري السابق بزعامة حسني مبارك، عاود حلم زيارتها إلى أذهان القائمين على الاحتفالية، وبالفعل نفذوا كافة الإجراءات المطلوبة، وحضر حوالي ثلاثة وأربعين منهم إلى غزة، من بينهم الروائيتان المصريتان أهداف سويف وسحر الموجي، والروائيان المصريان خالد الخميسي ويوسف رخاء، والشاعر التونسي خالد النجار، والروائي السوداني جمال محجور، والشاعرة الفلسطينية ناتالي حنضل وآخرون.

دخول المهرجان للمرة الأولى إلى غزة هو خطوة في الاتجاه الصحيح لإعادة وصلها بمحيطها العربي والعالمي، وفك الحصار الثقافي عنها، وهو ما كان الفلسطينيون فيها يحاولون تحقيق ذلك وإن كانت بوسائل بسيطة من خلال التواصل عبر المواقع الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر، وغيرها.

ولكن يبدو أن ذلك لم يعجب حكومة حماس، فكان أفراد من المباحث حاضرين للندوة التي أقامها المشرفون على المهرجان في قصر الباشا الأثري في غزة، وما أن سمعوا الكاتب المصري عمرو عزت ينتقد قمع الحريات باسم المقاومة، حتى قاموا بتخريب الفعالية، وقطعوا التيار الكهربائي على الضيوف العرب – الذين عانوا الأمرين للوصول – بحجة أن الفعالية ليست مرخصة.

القانون الفلسطيني لا يجرم إقامة الفعاليات الثقافية، كما أنه لا ينص على ضرورة أخذ تراخيص مسبقة لها، ولكنها ليست المرة الأولى التي تقدمم حماس على منعها، فهي أغلقت بالقوة العديد من النوادي والمؤسسات الفنية، – وإن كانت تحافظ على الفلكلور- مثل الدبكة والتراث الشعبي، بدايتها كانت في عام 2007 حين منعت إقامة حفلات غنائية كان يشارك فيها فنانون مصريون مثل مصطفى كامل ومصطفى قمر، وحجتهم المعلنة دوما “إن ذلك يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا الفلسطينية”، فيبقى السؤال الذي يطرح نفسه من الذي يحدد العادات والتقاليد والحدود التي لا يجدر تجاوزها، التاريخ أم حماس.