- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

زواج المثليين جمع أوباما وكاسترو

نجاة شرف الدين

“لقد توصلت الى قناعة أنه بات من المهم أن أؤكد ان المثليين ينبغي أن يكونوا قادرين على الزواج”، هذا ما أعلنه الاسبوع الماضي الرئيس الاميركي باراك أوباما، في حديث دبر على عجل مع قناة “ABC” التلفزيونية الاميركية، وأنهى بذلك جدلا كان بدأ منذ أشهر حول موقفه تأييدا أم رفضا لزواج المثليين، ليكون أول رئيس أميركي في البيت الابيض يشهر موقفه علنا وصراحة بتأييد هذا الزواج .
موقف الرئيس الاميركي وبالرغم من أنه لم يفاجأ عدداً من المحللين والصحفيين الأميركيين، إلا أنه اعتمد أيضاً على استطلاع أجراه مؤخراً معهد غالوب قال “إن 51% من الأميركيين يفضلون تشريعا يجيز زواج المثليين” وهو ما اعتبره البعض تغييرا في المزاج الاميركي المحافظ الى حد ما، ما يتيح حيزا من التحرك لأوباما في سنة إنتخابية، خاصة ان منافسه الجمهوري، ميت رومني، أعلن صراحة أنه “ضد زواج المثليين”، وهو ما فتح النقاش واسعا في الاعلام باعتبار هذه الخطوة وفي هذا التوقيت يمكن أن تنعكس إنتخابيا سلبا أم إيجابا لصالح أوباما، سيما وان أصواتا محافظة عديدة تصاعدت ضد أوباما، واستعملها الجمهوريون في هجومهم على الديمقراطيين.
الاعلام وخاصة الاميركي الذي ركز في نقاشه على خلفية موقف أوباما، الذي لم ينف أنه كان مترددا في قبول فكرة زواج المثليين، ذهب في توصيفه الرئيس الاميركي بالقول “أول رئيس مثلي” وهو ما جاء على غلاف مجلة نيوزويك التي أثار غلافها جدلا لوضعها صورة مثيرة لأوباما وعلى رأسه هالة بألوان قوس قزح مرفقة برمز الشاذين جنسيا، واللافت قول الكاتب أندرو ساليفان، إن هناك أوجه تشابه بين أوباما والمثليين عندما قال “إن أوباما إضطر للمصالحة بين هويته السوداء وأسرته البيضاء، وقارن حال أوباما هذه بحالة المثليين الذين يكتشفون ميولهم الجنسية الشاذة ويضطرون للقبول بأن أسرهم عادية من حيث الهوية الجنسية”. واعتبر الكاتب ان الرئيس الاميركي محا بهذه الخطوة الخوف الذي يثيره هذا الموضوع الحساس .

وفي الوقت الذي كان ينتظر أوباما ردا أو ترحيبا من الرأي العام الاميركي على موقفه المؤيد لزواج المثليين، يعزز موقعه الانتخابي، جاءت المفاجأة من الجانب الاميركي المقابل، أي اللاتيني وبالتحديد من كوبا، التي تلقفت الرسالة الاميركية المؤيدة لزواج المثليين، فأطلق رئيسها راؤول كاسترو رسالة ود الى الرئيس الاميركي بقوله “إنني أهنىء أوباما على رسالته الانسانية وفهمه لفائدة الزواج من زوجين من نفس الجنس”، مضيفا “إن هذه الدعوة ستحرز في مجال حقوق الانسان على أساس التوجه الجنسي والهوية والتغلب على الأحكام المسبقة”. الرئيس الكوبي تزامنت رسالته مع مشاركة إبنته مارييلا كاسترو في الاحتفال الذي أقيم في هافانا بالعيد القومي ضد الخوف من المثليين، وهو ما اعتبر موقفا واضحا مؤيدا للزواج بين المثليين في كوبا.

أوباما الذي يرفع شعار التغيير في حملته الانتخابية، وهو ما فسره البعض في موقفه من زواج المثليين، حيث إنتقل من المفهوم الاميركي ذي الخطاب المسيحي المحافظ، للدعوة بقبول الاختلاف. فهل تكون الرسالة الكوبية الودية مقدمة في إتجاه تغيير يتجاوز الموقف من المثليين باتجاه إنفتاح أميركي على كوبا، يخفف الحصار المفروض، ويفتح الباب لحوار في السياسة؟ أم تفرق السياسة ما جمعه الزواج المثلي بين أميركا وكوبا؟