قال دبلوماسيون ان الحكومة السورية تريد أن تدير توزيع كل مواد الاغاثة الانسانية على نحو مليون شخص يحتاجون الى المعونة، بسبب الصراع الدائر منذ 14 شهرا في البلاد، لكن الامم المتحدة تريد ان يكون لها بعض السيطرة على العملية.
ويتفاوض مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية والحكومة السورية منذ اسابيع على خطة لتوزيع المعونة في شتى انحاء البلاد لكن مبعوثين للامم المتحدة المطلعين على سير المحادثات قالوا ان الجانبين وصلا الى طريق مسدود في الخلاف بشأن من سيمسك بعنان هذه العملية.
وقال ديبلوماسي، رفض الكشف عن اسمه لـ”رويترز”، إن “هذا الموقف غير مقبول لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية. فالمكتب لا يمكن ان يسمح للحكومة السورية بأن تستغله كوسيلة للوصول الى الاشخاص الذين تريد القبض عليهم او لتوزيع المعونة على مؤيدي الحكومة وحدهم.”
وقالت فاليري آموس رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان المكتب يجري مناقشات مع سوريا بشأن كيفية توصيل المعونات إلى من يحتاجون إليها. وسئلت آموس خلال رحلة إلى كندا هل وصلت المحادثات الى طريق مسدود فقالت لرويترز “اننا مستمرون في المناقشة والتفاوض ولذا فلا أريد أن استخدم هذا التعبير”. وقالت آموس انها لا تعرف متى سيتم حل المسائل العالقة.
وقال دبلوماسيون ان مكتب الشؤون الانسانية بعث برسالة الى الحكومة السورية يؤكد فيها اهمية اضطلاع الامم المتحدة بجانب على الاقل من السيطرة على عملية توزيع المعونة واضافوا انه لم يلجأ الى الدول الاعضاء في الامم المتحدة حتى يتدخلوا نيابة عنه ويمارسوا ضغوطا على دمشق لكنه قد يفعل ذلك اذا دعت الضرورة.
وقال المبعوثون ان اوضح خيار هو دعوة روسيا الى المساعدة حيث انها صاحبة اكبر نفوذ على دمشق.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة ان آموس تحرص على تفادي ربط مسألة المعونات بالنزاعات السياسية بشأن الجوانب الأخرى لخطة وسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان للسلام في سوريا. وقال “انها تريد إبقاء المعونات بمعزل عن السياسة”.
وتدعو خطة أنان الحكومة والمعارضة إلى “ضمان التوصيل في الوقت المناسب للمعونات الإنسانية إلى كل المناطق التي تضررت من القتال”.
وقال دبلوماسيون ان جماعات الاغاثة التابعة للأمم المتحدة ما زالت تنشط في سوريا لكنها تفتقر إلى حرية الانتقال بلا قيود في انحاء البلاد وهو ما تحتاج إليه حتى يمكنها تنفيذ أنشطتها بشكل فعال. ورفض الدبلوماسيون جميعا أن تنشر أسماؤهم بسبب سرية وحساسية المحادثات بين مكتب الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة ودمشق.
واضاف الدبلوماسيون قولهم ان سوريا تصر على ان تتولى منظمة الهلال الأحمر السورية مهمة توزيع المعونات لكن مكتب الامم المتحدة يرفض ذلك. وقالوا ان قيام المنظمة السورية بهذا الدور سيعرض للخطر حياد الأمم المتحدة وان هذه المنظمة ليس بوسعها الاضطلاع بمهمة تنسيق توزيع معونات على أكثر من مليون نسمة.