- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

إسلام آباد وواشنطن… الحليفان اللدودان

باكستان تلعب ورقة الحركات المسلحة لضمان مكان لها في العملية السياسية الأفغانية

باكستان تلعب ورقة الحركات المسلحة لضمان مكان لها في العملية السياسية الأفغانية

إسلام آباد ــ «أخبار بووم»
تمرّ العلاقات بين الحليفين الأميركي والباكستاني بمطب سببه شبكة «حقاني»، التي تعتبر الابن المدلل للاستخبارات الباكستانية «آي أس آي»، فيما تتهمها واشنطن بشنّ هجمات ضدّ قواتها والقوات الأفغانية والأطلسية في أفغانستان.
اتهامات تصاعدت أخيراً على لسان قائد القوات الأميركية المشتركة، مايكل مولن، الذي اتهم باكستان بأنها تستخدم شبكة حقاني كأدة افتراضية لها في أفغانستان. ولم يستقر الأمر عند حدود الاتهامات، بل تجاوزه الى الطلب من إسلام آباد مهاجمة قواعد الشبكة في المنطقة القبلية الباكستانية الشمالية الغربية أو ستضطر عندها واشنطن للتصرف «أُحادياً».
تصعيد استدعى ردّاً باكستانياً طارئاً برفض هذه الاتهامات جملةً وتفصيلاً ورفض تلبية الطلب الأميركي باستهداف الشبكة وعقد اجتماعات طارئة على أعلى مستوى في المؤسستين الاستخباراتية والعسكرية، إضافة الى اجتماع نادر لقادة الأحزاب السياسية دعا اليه رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني. الردّ الباكستاني انتقل لأبعد من الحدود الباكستانية، بحيث انتقل رئيس الاستخبارات الى السعودية لبحث الأزمة التي تعصف بين الحليفين.
وبسبب الحاجة الأميركية لباكستان من أجل إنهاء حرب لا تعرف كيف ستخرج منها بأقل الخسائر الممكنة، اضطر المسؤولون الأميركيون الى المسارعة للتقليل من اهمية تصريحات مولن، على اعتبار أنه جرى «إساءة» فهمها. هذا الموقف يعكس الاحراج الأميركي في ما يتعلق بالحرب في أفغانستان، وهو وضع وصل الى حدّ التراجع عن اتهام مهاجميها والتستر عليهم في كثير من الأحيان.
وهذا ما عبر عنه أخيراً تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» حول اجتماع جرى في 2007 بين مجموعة من الضباط الأميركيين ومسؤولين أفغان لمدّة 5 ساعات مع مستضيفيهم الباكستانيين في قرية حدودية انتهى بانقلاب الحلفاء الباكستانيين على ضيوفهم وقتلهم رائداً أميركياً وجرح 3 ضباط أميركيين مع مترجمهم الأفغاني قبل أن يلوذوا بالفرار على متن مروحية عسكرية.
اضافة الى ذلك، فانّ واشنطن مقتنعة بالعلاقة الحميمة التي تربط بين شبكة «حقاني» و«آي أس آي»، وبالاعتداءات التي تشنها الشبكة بالتعاون مع «آي أس آي» ضدّ قواتها في أفغانستان. وهي تتهم الشبكة بالوقوف وراء غالبية الهجمات التي وقعت في شرق أفغانستان في 2008، حيث عمل قائد الشبكة حالياً سراج الدين، الذي أعلن مراراً ولاءه للملا عمر، على توسيع العمليات التقليدية لمؤسس الشبكة والده جلال الدين في خوست وباكتيا وباكتيكا الى مقاطعات شرقية أخرى شأن غازني ولوغار وورادا وصولا الى كابول، وهو يملك علاقات قوية مع الحركات المسلحة في أفغانستان والقادة الرفيعين لحركة «طالبان».
ويعتقد الأميركيون أن الحركة قامت بالتعاون مع الاستخبارات الباكستانية بشن الهجمات ضدّ المباني الحكومية في كابول، ونفذت هجوماً انتحارياً ضدّ السفارة الهندية في  2008وحاولت اغتيال الرئيس الأفغاني حميد قرضاي في نيسان 2008. وذكرت الاستخبارات الأفغانية مرّة أنها كشفت شبكة مسؤولة عن شنّ 6 عمليات انتحارية في كابول مرتبطة بحقاني وحركة المجاهدين والاستخبارات الباكستانية.
رغم ذلك، تدرك واشنطن أن أي عملية مصالحة أو خروج آمن من أفغانستان لا يمكن أن يجري من دون تعاون باكستان، التي تلعب دوراً مزدوجاً بالمنطقة عبر إبقائها على دعم ورعاية الحركات، التي ساهمت بتأسيسها إبّان دحر السوفيات في الثمانينيات، ولهذا مهما صعّدت واشنطن ستعود الى تناول مهدّآت تصبرها على ألمها ريثما تتخلص من مرض اسمه أفغانستان.