- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«مسيو ايرولت» يملك سيارة «رينولت»

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

رافق تأليف حكومة جان مارك إيرو (Jean-Marc Ayrault) معضلة ألسنية حول طريقة كتابة اسم صاعد في سماء السياسة الفرنسية، ولكنه ليس جديداً على الحقل السياسي الفرنسي، فالشخصية المذكورة كان رئيس أكبر الكتل النيابية في المجلس منذ أكثر من عقد من الزمن.
رغم هذا فهو تسبب ببعض اضطراب لدى بعض الصحافيين حول طريقة كتابة اسم شهرته كي لا يتحول إستحضار اسمه إلى استحضار للفظ العربي «الدارج» (العامية) للإشارة إلى العضو الذكري في بعض البلدان العربية (وليس كلها).
البعض كتب «آرو» والبعض الآخر أدخل «هاء» في النهاية ليصبح «ايروه»، آخرون «استنجدوا بالأحرف الأخيرة للاسم باللغة الفرنسية» فأدخل الـ«لام» فبات الاسم «ايرول» والبعض الآخر «فضل قراءة» كافة الأحرف فبات الاسم «ايرولت»، من دون التوصل إلى صيغة مقبولة صحافياً على اعتبار أن المطلوب أن يكون «مهذباً سياسياً» (Political Correctness) (إنما الأعمال بالنيات) وهو وراء تعديل نطق الإسم وكتابته في اللغة العربية.
ويقال إن البعض اتصل بوزارة الخارجية أو ببعض السفارات الفرنسية في بعض البلدان العربية هلعاً ليس لسؤالها عن آخر مستجدات الديبلوماسية الفرنسية وما إذا كان يوجد بعض التغيير في مقاربة الكم الهائل من المعصيات السياسية في المنطقة العربية في ظل عهد جديد، لا بل فقط لـ«السؤال عن كيفية كتابة المقاطع اللفظية لشهرة رئيس الوزراء بشكل يبعد عن أي تأويل».

وقد علمت «أخبار بووم برس نت» أن بعض السفارات «كتبت» تنصح الصحف العربية كيف يجب أن تكتب اسم رئيس الوزراء حتى ولو تطلب الأمر «الاعتداء الألسني» على طريقة «الكتابة الصوتية» أو نقل اللفظ الفرنسي إلى لغة الضاد، وقررت بعيداً عن أي قاعدة ألسنية لفظ الحرفين الصامتين بحيث يصبح الاسم «إيرولت».
وقد انصاعت بعض الصحف «حياء» وبعضها الآخر «احتراماً» وبعضها «تكريماً» للعلاقات الفرنسية العربية فاعتمدت «تحويراً» غير مقبول وغير ممكن وكأنها تسعى لأن «لا يجيب رئيس الوزراء الجديد» عندما يناديه عربيٌ «مسيو إيرولت».
يا أيها الزملاء لا تنادوا رئيس الوزراء الجديد في أي مؤتمر صحافي كما نصت برقيات وزارة الخارجية «مسيو إيرولت» فهو لن يلتفت لكم أو قد يضحك عليكم لعجزكم عن قراءة لغة فولتير فلا يلتفت لكم فهو لا يدرك ما يستحضر اسم شهرته في اللاوعي العربي لدى البعض.

يدل هذا «الاضطراب» المبني على خجل مصطنع على وجود محرمات ما زالت تسكن اللاوعي الباطني لدى عدد كبير من الصحافيين الذين يعاملون القراء وكأنهم قاصرين. ورغم التحرر المزعوم فإن الخوف من الإلتباس باللفظ جعل من «اضطراب الصحافيين العرب» مادة لوكالات الأنباء. أخيراً يشير هذا الفاصل في العلاقات بين الصحافة العربية واللغة الفرنسية الى تراجع دراستها واستعمالها لدى أعداد كبيرة من العرب لأنه في الواقع فإن «لفظاً جيداً» لشهرة رئيس الفرنسي الجديد لا تقارب لا من بعيد ولا من قريب «الشيء» الذي افترضه المضطربون.
ملاحظة: ١) يستقل عدد من الوزراء الجدد سيارات «رينولت» (Renault) تشجيعاً للصناعة الفرنسية. ٢) لا تنادوا الناطقة الرسمية الجديدة نجاة فالو بلقاسم (Najat Vallaud-Belkacem) نجاة «فالود» بلقاسم فهي لن تجيب.