باريس – بسام الطيارة
من البديهي أن الرئيس الجديد فرانسوا هولاند لا يكتفي بتنفيذ وعوده الانتخابية بل هو يبدو وكأنه يلاحق الرئيس السابق بفعل عكس ما فعله نيكولا ساركوزي كأنه يريد تطبيق «قطيعة حقيقية» رغم أن شعار القطيعة هي شعار ساركوزي ١٠٠ في المئة.
وعد بتنفذ مساواة بين الرجال والنساء في التركيبة الوزارية ففعل، وإن كان ذلك عددياً وليس فعلياً من حيث المسؤوليات وتوزير النساء في وزارات سيادية.
وعد بخفض مرتبات الوزراء ورئيس الوزراء جان مارك إيرو ومرتباته بنسبة ٣٠ في المئة، ففعل.
إذ كانت قرارات أول جلسة لمجلس الوزراء تحمل بنداً واحداً خفض مرتبات الوزراء الشهرية من ١٤٢٠٠ يورو إلى ٩٩٤٠ يورو، وكذلك الوزراء المفوضين من ١٣٤٩٠ يورو إلى ٩٤٤٣ يورو. أما مرتبات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء فهي تتطلب قانون ملحق في الميزانية العامة أي تصويت برلماني وبما أن البرلمان لا يجتمع قبل الانتخابات فقد أقر مجلس الوزراء قانون معجل يصوت في أول جلسة للمجلس الجديد مع مفعول رجعي يبدأ في ١٥ أيار/مايو.
هكذا يكون هولاند قد فعل عكس ما فعله ساركوزي الذي كانت أولى قراراته رفع …راتبه بنسبة ٣٠ في المئة.
إنها لعبة بينغ بونغ متتابعه بين السلف والخلف استعداداً للمعركة الانتخابية البرلمانية المقبلة، وبالطبع فإن هدف هولاند هو التشديد على الطابع المختف لعهده ما يمكن أن يحفز الناخبين على التصويت للاشتراكيين كي يعطوه «حرية تنفيد ما وعد به».