تطغى ازمة الدين على نقاشات مجموعة الثماني (وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وايطاليا وفرنسا والمانيا واليابان وروسيا ) الجمعة والسبت في الولايات المتحدة حيث سيشجع رئيسها باراك اوباما الساعي الى اعادة انتخابه الاوروبيين على تكثيف العمل من اجل النمو وهي نقطة يتفق فيها مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند.
والتقي هولاند صباح الجمعة بعد ثلاثة ايام على تسلم مهامه رسميا الرئيس الاميركي في المكتب البيضاوي في البيت الابيض. وأتى هذا اللقاء في مطلع نهاية اسبوع ستثار فيها ملفات شائكة في اطار قمة لمجموعة الثماني في كامب ديفيد تليها قمة للحلف الاطلسي الاحد والاثنين في شيكاغو.
ويرغب الرئيس الفرنسي وكذلك رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي المنتخب حديثا الذي سيحضر قمة مجموعة الثماني بتوجيه سياسة بلاده نحو مزيد من التنمية على عكس سياسة التقشف التي تدعو اليها المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
وواشنطن التي ترفض اتهامها بالتدخل كثفت مؤخرا التصريحات الالمؤيدة “لتقدم المحادثات والجدال في اوروبا على محور الوظائف والنمو” على ما قال متشار الامن القومي لاوباما توم دونيلون الخميس.
واشار دونيلون الى ان مسؤولية حل الازمة تبقى على عاتق القادةالاوروبيين الذين يعقدون قمة في 23 ايار/مايو.
لكنه اوضح كذلك ان “نتائج هذه المحادثات مهمة جدا للولايات المتحدة. فالاتحاد الاوروبي بمجمله هو طبعا اهم شريك تجاري للولايات المتحدة”.
واوباما المرشح لولاية ثانية في انتخاب 6 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل يراقب عن كثب الوضع في اوروبا الذي قد يثير “رياحا معاكسة” للاقتصاد الاميركي الذي يبقى هشا بالرغم من بدء نموه ويعاني من نسبة بطالة تبلغ 8,1% تفوق بثلاث نقاط نسبتها قبل ازمة 2008.
منذ وصوله الى السلطة في كانون الثاني/يناير 2009 حاول اوباما اقناع الاوروبيين باعتماد سياسة انعاش مشابهة لما اتبعه عبر اقرار ضخ 800 مليار دولار في الاقتصاد الاميركي.
ويعكس استمرار المشاكل في اوروبا صواب خيارات الادارة الديموقراطية على ما رأى مسؤولون اميركيون كبار.
واكد دونيلون الخميس ان اوباما لا ينوي استغلال الفرق في مقاربتي هولاند وميركل. وقال “ان هذ المحادثات ستخصص للهدف المشترك والثابت بادارة الازمة الحالية بافضل ما يمكن والتموضع في سبيل تحسن دائم”.
وتعقد قمة مجموعة الثماني في المقر الجبلي للرؤساء الاميركيين في كامب ديفيد في قلب الغابات الجبلية على بعد 100 كلم شمال غرب واشنطن، وستنطلق في عشاء عمل يخصص لبحث الملف النووي الايراني قبل استئناف الجمهورية الاسلامية مفاوضاتها مع “مجموعة الست” في بغداد.
كما سيبحث قادة دول مجموعة الثمانيالملفات العاجلة على الساحة الدولية ولا سيما الملف النووي لكوريا الشمالية والقمع الدامي في سوريا.
لكن شخصية من الوزن الثقيل غائبة عن القمة وهي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كلف رئيس وزرائه ديمتري مدفيديف بتمثيله. واوقفت موسكو وبكين اعتماد قرارات في مجلس الامن الدولي ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.