بيروت – برس نت
عاش لبنان أياماً مربكة وتسارعت خفقات قلوب اللبنانيين أمام شبح نزاع يمكن أن يمتد ويعيد عقارب الساعة إلى زمن اعتقد اللبنانيون أنه ولى. ولكن خلف ستار دخان الدواليب المحروقة أمام الحواجز وعلى وقع بعض الرشقات النارية ووعلى صدى خطابات ملتهبة، بدأت المناورات استعداداً للانتخابات النيابية القادمة.
حتى أيام قليلة ماضية كان الاتفاق بين الأفرقاء على أنه «لا انتخابات من دون تحالفات» مع ملحق بديهي على الساحة السياسية اللبنانية «لا تحالفات قبل انجلاء الوضع في سوريا». إلا أن الواقعية السياسية بدأت تفرض نفسها على كافة التيارات وبدأ البحث عن «وضعية توافقية لتمرير الانتخابات» إذ ترى كافة التيارات بأن لها مصلحة باحترام المواعيد الدستورية.
وبالطبع فإن أي وضعية لإجراء انتخابات تبدأ بالبحث بشكل الحكومة التي سوف تشرف على الانتخابات وبالتالي تدور حول «رأس الحكومة» وبروفيل الشخصية التي يمكن أن تدير «انتخابات بعيداً عن المواجهة».
وقال سياسي مخضرم لـ«برس نت» إن الأسم الأبرز هذه الأيام هو اسم النائب البيروتي نهاد المشنوق. وبالتالي فإن أي تغيير وزاري سوف يدفع به إلى واجهة حكومة إدارة الانتخابات. فمن المعروف أن رئيس حكومة انتخابات لا يكون مرشحاً للانتخابات وتستطيع أن تؤكد «برس نت» بأن المشنوق ليس عازماً على الترشح في حال تم اختياره لرئاسة حكومة حيادية. وبالطبع يفتح هذا أمامه باب دخول نادي رؤساء الحكومة، وفي هذا مكسب كبير وفرصة لبروز اسم بيروتي في هذا النادي بعد فترة انقطاع.
ويقول مقرب من المشنوق رداً على سؤال حول «خطاب المشنوق المتطرف سنياً» بأن ذلك يأتي ضمن استراتيجية «استيعاب السلفيين» ويوافق بأن «هذا الخطاب المتطرف باعد بين المشنوق والمعارضة خصوصاً حزب الله» إلا أنه أكد بأن «الحزب يتفهم هذه الاستراتيجية ويمكن إعادة وصل ما انقطع بسهولة».
ويوافق السياسي المخضرم هذا التفسير ويزيد بأن الحزب يمكن أن يوافق على توزير المشنوق «نظراً لعدم إمكانية فرض عمر كرامي» ويضيف بأن «الميقاتي يريد الترشح للانتخابات والسنيورة محروق بينما سعد في الخارج ولا مجال لطرح اسم بهية» وبالتالي فإن حظوظ المشنوق مرتفعة هذه الأيام.