بعد ما أثاره فيلم «الدكتاتور»، الذي يسخر من طغاة العرب والمسلمين، من أقدار متساوية من الضحكات وهمهمات الغضب، دافع نجم الكوميديا السينمائية ساشا بارون كوهين عن فيلمه الأخير، نافياً أن يكون الشريط انتقادا للحكام العرب خصوصا، قائلا إن اولئك الذين يسيء عمله اليهم إما الطغاة أنفسهم أو المنتفعين من الأنظمة الدكتاتورية.
وإن كان حظر الفيلم متوقعا في بعض الربوع، فقد عُلم أن الأمم المتحدة نفسها منعت تصوير بعض مشاهده داخلها «خشية من إغضاب اولئك الطغاة»، كما قال صاحب العمل نفسه لصحيفة “غارديان”.
ويصور الفيلم، الذي منع عرضه في تركمانستان وظاجيكستان، فصلا هزليا في حياة الجنرال حافظ علاء الدين وهو الدكتاتور الحاكم لدولة وهمية بشمال افريقيا تسمى Wadiya «واديا».
وفي حين نقلت الأنباء عن سلطات طاجيكستان قولها إنها قررت منع عرض الفيلم لأنه «لا يتناسب والعقلية الطاجيكية»، انتقد عدد من النقاد الفنيين والمحللين السياسيين في طاجيكستان قرار سلطات بلادهم ووصفوه بقصر النظر. وقال المعلق السياسي موسو آسوزارده إن ما سعت اليه سلطات بلاده «سيأتي بالعكس تماما وهو الترويج الواسع النطاق للفيلم وفتح شهية الناس لمشاهدته فقط لأنه صار محظورا. هذه أفضل دعاية مجانية في العالم».
من جهته، كشف كوهين لصجيفة «غارديان» البريطانية، أن القائمين على شؤون الأمم المتحدة أنفسهم رفضوا طلب فريقه السينمائي تصوير مشاهد من الفيلم داخل مبانيها. وقال إن هذا القرار اتخذ «خشية إغضاب الطغاة الحقيقيين الذي يرتادون منبرها». وقال إنه عندما احتج لدى هيئة الدولية بأن الفيلم «يرقّي الديمقراطية في الواقع» ردوا عليه بالقول: «هذه هي المشكلة بعينها»!
ومن الواصح أن الفيلم بنى شخصية الدكتاتور على نمط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. فهو، على سبيل المثال، يحيط نفسه بالحارسات الشخصيات الجميلات، ويأتي الى مبنى الأمم المتحدة وهو على ظهر ناقة.
وفي العرض الافتتاحي لفيلمه، شكل وجود كوهين (40 عاما) امتدادا لروح الفيلم نفسه إذ تنكر في هيئة الدكتاتور «علاء الدين» ووصل في سيارة «لامبورغيني» ذات لون برتقالي فاقع ومحاطا بحرس شخصي من الجميلات في الزي العسكري.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تحظر فيها جهة ما عملا لكوهين. ففي 2006 منعت السلطات في كل من روسيا وقزخستان عرض فيلمه «بورات» اذ اعتبرتا ان فيه سخرية من هذه الأخيرة التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي وإحدى أفقر مناطقه وتعتبرها موسكو في زمرة حلفائها المقربين الآن.
رابط الاعلان عن الفيلم: