- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«بوسطة حلب» تذكر بـ«بوسطة عين الرمانة»

بيروت – «برس نت»
ما أن وصلت أنباء خطف «البوسطة» في محيط حلب حتى عادت ذكرى «بوسطة عين الرمانة» إلى الأذهان لتلتصق بالخوف الذي يحوم فوق رؤوس اللبنانيين من توسع الحرب الأهلية في سوريا لتشمل لبنان.
الأخبار حول من يقف وراء «عملية الخطف على الهوية المذهبية» متناقضة: «الجيش السوري الحر» يقول لسنا من خطف، والجيش السوري الرسمي يقول الثوار خطفوا، والعائلات تتهم الجيش السوري الحر. إلا أن الخبر ليس هنا في عين من يقف وراء الخطف: الخبر في أن ما يحدث في سوريا بات يرتد في لبنان والعكس بالعكس.
صحيح أن البعض يقول بأن خطف «ضابط كبير في الجيش السوري الحر على الحدود الشمالية» حرك بعض المجموعات في محاولة لتحريره فخطفت «البوسطة»، إلا أن اختيار «بوسطة فيها لبنانيون» واختيار لبنانيين «شيعة» يدل إن لزم الأمر على «تشابك المسائل في سوريا مع ما حدث قبل يومين في لبنان» حسب قول سياسي مراقب للأوضاع.
والتشابك بات معقداً: قبل يومين «تحرك السنة» رداً على مقتل شيخ سني في الشمال اللبناني فأقفلوا الطرق وأحرقوا الدواليب. الأمس «تحرك الشيعة» في لبنان رداً على خطف شيعة في الشمال السوري.
الجميع في لبنان يدرك بأن «الوضع على شفير هاوية حرب» وأن الموسم السياحي بات في مهب الريح وأن الاقتصاد سوف يكون أول من يدفع ثمن هذا التراجع في الاستقرار. وليس في لبنان فقط من يرى بعين التشاؤم الوضع يؤكد لـ«برس نت» أحد المسؤولين بأن «ملوك ورؤساء بعثوا برسائل للمسؤولين اللبنانيين يحذرون من حرب أهلية».
السلاح عاد إلى واجهات التحركات الاحتجاجية والمطلبية، سلاح جديد ظهر في أيدي «شباب الأحياء» حديث «مقارنة وموازنة بين ٧ أيار و٢٠ أيار»  بات حاضراً ولم يعد يصدم الرأي العام.
إلا أن الجديد حسب قول ديبلوماسي غربي هو «تداخل العنصر الفلسطيني» في طيات الخلافات اللبنانية، ويتابع الديبلوماسي بأن «العامل الفلسطيني يشير إلى عامل سلاح والسلاح يشير إلى بذور اندلاع اشتباكات» إذ يكفي شرارة صغيرة لتتفاعل الخلافات اللبنانية اللبنانية مع الخلافات الفلسطينية الفلسطينية وتصفية الحسابات. وفي ذلك عودة إلى سبعينيات القرن الماضي، حين كانت القوى اللبنانية تلجأ «للرافعة العسكرية الفلسطينية» لحل خلافاتها.
ويشير الديبلوماسي هنا إلى «اشتباك طريق الجديدة» التي حسب قوله شاركت فيها «قوات تابعة لأحمد جبريل إلى جانب البرجاويين» (نسبة إلى شاكر البرجاوي) واصطدمت مع «جماعات تنتمي لفريق من أفرقاء فتح دعمت شباب حزب المستقبل». يتردد الديبلوماسي في «تحديد عناصر فتح» ويقول «لا أستطيع أن أقول إنهم من فتح الإسلام ولكن لا أستطيع أن أوكد أنهم ليسوا من مخيمات صيدا»، ويستطرد بأن «هذا أو ذاك لا يغير من كون الاشتباك بين شباب المستقبل وشباب الحزب العربي هو «الأول في قلب بيروت الغربية» وأنه «تجاوز بحدته وبقوة نيارنه السابع من أيار ٢٠٠٨»، إلا أن خطورة أحداث الأيام الماضية هو أنها تستند إلى عامل خارجي (سوري) وأن المعطيات الموضوعية تشير إلى «أن تمدد رقعة القتال في لبنان» يخدم كلا الأطراف المتقاتلة في سوريا، وبما أن «الحسم في سوريا بعيد المنال» فإن إمكانية توسع القتال في لبنان ليست من الفرضيات بل باتت، حسب قول الديبلوماسي، من الاحتمالات التي تؤخذ على محمل الجدية في العواصم الغربية. ولا يستبعد الديبلوماسي أن تبدأ بعض العواصم الغربية بتحذير رعاياها في خطوات مماثلة لما قامت به عدد من الدول الخليجية.