- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الفيديو سلاح فلسطيني ضد المستوطنين

أظهرت لقطات فيديو التقطها هواة لجنود اسرائيليين يراقبون دون اكتراث فيما يبدو مستوطنين وهم يفتحون النار على فلسطينيين يلقون حجارة تزايد قوة “صحافة المواطنين” في الضفة الغربية المحتلة.

وتظهر لقطات مهتزة التقطها سكان قرية عصيرة القبلية من زاويتين سكانا ملتحين من مستوطنة يتسهار وهم يصوبون مسدسا وبندقية على الحشد ثم أعقب ذلك أصوات إطلاق نار.

وظهرت لقطة لشاب اصيب بالرصاص في الوجه بينما كان سكان القرية ينقلونه على الاكتاف لتلقي العلاج. وسرعان ما نشرت اللقطات على الانترنت.

ويعيش المدرس إبراهيم مخلوف الذي صور الواقعة قرب حقل اتهم الفلسطينيون المستوطنين بإضرام النار فيه خلال الاشتباكات في القرية القريبة من المستوطنة.

وقال مخلوف “نريد كل العالم أن يرى ماذا تفعل إسرائيل والمستوطنون ضدنا. يسرقون ارضنا ويهاجموننا ودائما العالم يقول إننا نحن الارهابيون. وأضاف “الآن اصبحت الأمور واضحة .. من هو المعتدي ومن يهاجم … الحقيقة تعكس نفسها.”

وأمر الجيش الاسرائيلي بإجراء تحقيق وأكد أن أعيرة نارية استخدمت خلال المواجهة. وقال في بيان “يبدو أن الفيديو محل النقاش لا يظهر الواقعة بشكل كامل.”

وقال متحدث باسم المستوطنين إن العنف تصاعد عندما تعرضوا للرشق بالحجارة لدى محاولتهم إطفاء حريق زعموا أن الفلسطينيين هم الذين أشعلوه.

وكانت جماعة بتسيلم وهي منظمة اسرائيلية مدافعة عن حقوق الإنسان وفرت الكاميرات المستخدمة في تصوير الواقعة في إطار برنامج بدأ عام 2007 وزعت خلاله نحو 150 كاميرا فيديو على “الصحفيين المواطنين” في أنحاء الضفة الغربية.

وتهدف الجماعة إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في كشف الانتهاكات المزعومة التي يرتكبها المستوطنون والجيش أمام الجميع.

وقالت ساريت ميخائيلي المتحدثة باسم بتسيلم “أهمية عملنا هي أننا نظهر ما الذي يتم باسم (اسرائيل) في الضفة الغربية على يد جنودنا وأجهزة حكومتنا.”

وأضافت “وسائل الإعلام ربما تعرض دقيقة واحدة فقط لكن أي شخص مهتم يمكن أن يشاهد قائمة العرض بأكملها ويتخذ قراره بنفسه” مشيرة إلى لقطات فيديو عديدة تظهر اطلاق نار جرى تحميلها على موقع يوتيوب.

وكانت هذه الواقعة الأحدث في سلسلة من اللقطات التي صورها نشطاء وآخرون في الضفة الغربية والتي تؤدي إلى تدقيق شديد من المجتمع الدولي ووسائل الإعلام الاسرائيلية في الممارسات التي تحدث بالضفة التي احتلت في حرب 1967.

ويقيم نحو 340 ألف مستوطن يهودي في الضفة الغربية.

وجرى إيقاف ضابط اسرائيلي كبير عن العمل بعد تصويره وهو يضرب نشطا دنمركيا شابا في وجهه بكعب بندقيته خلال تجمع حاشد مؤيد للفلسطينيين الشهر الماضي.

وقال اللفتنانت كولونيل شالوم ايزنر إن الفيديو الذي ظهر في البداية كان متقطعا بشكل متعمد وأخفى الطبيعة العنيفة لتجمعهم. وأظهرت لقطات أخرى نشرت لاحقا ايزنر وهو يضرب أناسا آخرين.

وأبرزت مذكرة داخلية جرى توزيعها على أفراد الجيش وحصلت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية على نسخة منها عقب واقعة ايزنر القلق المتزايد لدى القيادة الاسرائيلية من تأثير الفيديو على تصوير وسائل الإعلام للحادث.

وقالت المذكرة “تذكروا أن عشر ثوان فقط من بين ساعات من لقطات الفيديو كافية لتلحق ضررا لا يمكن إصلاحه لصورة الجنود والجيش والدولة.”

وأضافت المذكرة “الإعلام لا يظهر الحقيقة كما هي .. بل يشكلها ويؤثر عليها. يجيد الفلسطينيون استخدام هذه الأداة. من المهم أن نكون نحن من يقود وليس من يقاد.” وأصبح الجنود الاسرائيليون الآن يصورون الاضطرابات بأنفسهم حتى يدعموا روايتهم للأحداث.

ويقول مسؤولون بالجيش الاسرائيلي إن مهمتهم الرئيسية في الضفة الغربية هي حماية المستوطنين من هجمات الفلسطينيين.

وفي القرى وخلال مظاهرات في أنحاء الضفة الغربية أصبحت الكاميرات الآن مرافقة للحجارة والغاز المسيل للدموع كتجهيزات ثابتة