- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مفاجأة علي عمار حوري

نجاة شرف الدين

عاش لبنان الاسبوع الفائت حالة من الصخب الاعلامي نتيجة الأحداث الأمنية التي تنقلت من منطقة الى أخرى، وتوزعت بين الشمال والبقاع وصولاً الى بيروت والضاحية الجنوبية، وفتحت شاشات التلفزة هوائها لتغطية هذه التطورات والتي بدورها أحدثت هلعاً وتوتراً لدى الناس، وصل في بعض الأحيان حد عودة الحديث عن سيناريو حرب أهلية بدأت تهدد فعليا الاستقرار النسبي الذي واكب سياسة حكومة “النأي بالنفس” الميقاتية.

وعلى الرغم من المشاهد العديدة التي نقلها الإعلام اللبناني، بدءاً من معارك جبل محسن وباب التبانة في طرابلس، وإمتداداً الى عكار مع مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه حسين مرعب، والتوتر الذي ظهر على الأرض، مهددا السلم الأهلي، وخصوصاً أن تداعياته امتدت الى بيروت، وبالتحديد طريق الجديدة حيث دارت معركة ما أطلق عليها “غضب الأهالي”،  إلا أن مشهداً إعلامياً أحدث تحولاً في الواقع الاعلامي على مر السنوات الاربع الأخيرة ، منذ ما بعد السابع من أيار، وتمثل بمفاجأة ظهور النائب علي عمار من كتلة نواب حزب الله، على شاشة تلفزيون المستقبل، وهو مشهد نادر في ظل التوتر السياسي الذي يعيشه البلد والإعلام بشكل عام، حيث تنقسم المحطات التلفزيونية سياسياً وأحياناً طائفياً.

هذه المفاجأة تزامنت مع ظهور مماثل لنائب بيروت عمار حوري، عضو كتلة المستقبل النيابية، على شاشة قناة المنار، فشكلت بالفعل صدمة للمتابعين في الشأن الاعلامي. وحاول البعض البناء عليها والذهاب في التحليل نحو تقارب ممكن ان يعود مجدداً بين تيار المستقبل وحزب الله، وهذه المرة على المستوى السياسي ترجمة للتقارب او للانفتاح الاعلامي.

هذه الاستنتاجات التي بنيت على تقارب اللحظة، لم تدم طويلاً، وهي بدأت على خلفية الموقف الذي أطلقه زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري، من ملف المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر من منطقة حلب السورية على الحدود التركية السورية، حيث بادر الى الاتصال برئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغه بحصيلة المفاوضات الجارية لإطلاق سراح المخطوفين بالتنسيق مع الفريق التركي المفاوض، ووصل الأمر الى إرسال طائرته الى تركيا لإحضار المخطوفين بعد عودتهم سالمين. هذه المبادرة كان لها الصدى الإيجابي أيضاً لدى حزب الله، الذي حاول تطويق ذيول حادث الخطف، والطلب الى الأهالي عدم قطع الطرقات، وصولا الى كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة ذكرى التحرير، وشكره العلني لجهود الرئيس الحريري في عملية المفاوضات من أجل إطلاق سراحهم وعودتهم الى بلدهم وأهلهم.

هذه الأجواء الإيجابية في التصاريح بين طرفي حزب الله وتيار المستقبل، والتي ترافقت مع دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الحوار الوطني في الحادي عشر من شهر حزيران، استطاعت التخفيف من حدة التوتر والصخب الإعلامي، ولو مرحلياً، بانتظار الحوار السياسي، الذي بالضرورة سينعكس إعلامياً أيضاً. ولكن يبقى السؤال هل سيكون  ظهور علي عمار … حوري على شاشتي المستقبل والمنار يتيماً واستثنائياً ولمرة واحدة؟ أم سيستتبع بلقاءات أخرى تمهد لانفتاح إعلامي سياسي يمكن ان يساعد على عبور هذا المنعطف الخطير الذي يعيشه لبنان على الإيقاع السوري؟