بعد المجزرة التي وقعت في بلدة حولة السورية الاسبوع الماضي وراح ضحيتها أكثر من مئة قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال، بدأت الدول الغربية حملة لطرد السفراء والديبلوماسيين السوريين من أراضيها.
فقد اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء انه سيتم طرد سفيرة سوريا في باريس، لمياء شكور. وقال في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع رئيس بنين توماس بوني يايي، ان هذا القرار سيبلغ الى السفيرة “اليوم الثلاثاء او غدا الاربعاء”، مضيفا ان مجموعة دول “اصدقاء سوريا” ستجتمع “مطلع تموز/ يوليو” في باريس.
وقال هولاند “اجريت محادثة امس الاثنين مع ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني. وتحادث لوران فابيوس وزير الخارجية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون واتفقنا على ممارسة بعض الضغوط على سوريا”.
واوضح ان “بين القرارات” المتخذة “طرد سفيرة سوريا في فرنسا” وهي ايضا سفيرة لدى اليونيسكو (منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم) وسيكون لذلك بالتالي تأثير على سرعة تنفيذ القرار”.
وحرص الرئيس الفرنسي على التوضيح على انه “قرار احادي الجانب من فرنسا، لكنه اتخذ بالتشاور مع شركائنا”. مؤكداً أن “اجتماع اصدقاء سوريا سيعقد اوائل تموز/ يوليو”، مضيفا “نبحث عن الموعد الذي سيسمح بجمع اكبر عدد ممكن من المشاركين”. ولفت الى “اننا نتباحث ايضا مع روسيا التي تلعب دورا وسأتحدث مع الرئيس فلاديمير بوتين الجمعة”.
وقال وزير الخارجية الكندي، جون بيرد، اليوم الثلاثاء إن كندا ستطرد على الفور الدبلوماسيين الثلاثة المتبقين في أوتاوا، مضيفاً لراديو (سي.إف.أر.إيه) في أوتاوا إن الثلاثة وهم القائم بالأعمال ومسؤولان آخران أبلغوا بطردهم.
وتابع “نريد أن نقول بشكل لا لبس فيه إن هذا الأمر غير مقبول تماما. نريد أن ندين هذه الأفعال” في إشارة إلى مذبحة الحولة.
كما اعلنت بريطانيا الثلاثاء طرد القائم بالاعمال السوري في لندن، وهو اعلى ممثل لنظام الرئيس بشار الاسد في غياب السفير، احتجاجا على المجزرة التي خلفت 108 قتلى على الاقل في مدينة الحولة بوسط سوريا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية لوكالة فرانس برس “ان القائم بالاعمال طرد. وسيعطي وزير الخارجية، وليام هيغ، تفاصيل قريبا جدا”.
من جهتها، استدعت وزارة الشؤون الخارجية الامانية الثلاثاء السفير السوري في برلين واعلمته بخبر طرده من الاراضي الألمانية، حسب ما قالت وكالة الأنباء الالمانية.
من جانبها، اعلنت استراليا الثلاثاء طرد دبلوماسيين سوريين اثنين اثر مجزرة الحولة موضحة ان دولا اخرى ستتخذ قرارات مماثلة.
وقال وزير الخارجية بوب كار ان القائم بالاعمال السوري جودت علي ارفع دبلوماسي سوري في استراليا، ودبلوماسي اخر امهلا 72 ساعة لمغادرة البلاد.
واضاف كار للصحافيين “انها الوسيلة الاكثر فاعلية التي نملكها بتوجيه رسالة تنقل اشمئزازنا الى الحكومة السورية”. وقال إن “على الحكومة السورية الا تتوقع التزامات رسمية اخرى مع استراليا قبل ان تحترم وقف اطلاق النار الذي اقرته الامم المتحدة وتتخذ اجراءات عملية لتطبيق خطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان”.
واضاف ان “هذه المجزرة التي راح ضحيتها اكثر من مئة شخص في الحولة من رجال ونساء واطفال هي جريمة شنيعة ووحشية”. وتابع ان جودت علي مكلف ان ينقل الى حكومته رسالة واضحة جدا مافادها ان “الاستراليين روعتهم هذه المجزرة ونتطلع الى رد دولي موحد لملاحقة المسؤولين”.
واوضح الوزير الاسترالي ان بلاده اتخذت هذا القرار “مع دول اخرى في العالم” ويتوقع طرد دبلوماسيين سوريين آخرين من دول اخرى.
كما اتخذت كل من اسبانيا وايطاليا الخطوة ذاتها وطردتا سفيري سوريا على أراضيهما.