باريس- بسّام الطيارة
عادت فرنسا إلى واجهة الملف السوري من باب «مجزرة بلدة حولة» وذلك بمبادرة من وزير الخارجية «الجديد» السياسي المخضرم «لوران فابيوس» ليدشن «كرسيه» في الكي دورسيه عبر تصريح «قوي» دعا فيه الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي وأعقبه تسلسل لعمليات طرد سفراء سوريا من الدول الغربية ما سمح للناطق الرسمي لوزارة الخارجية «برنار فاليرو» بالقول إن فرنسا كانت البادئة رغم أن «فارق الوقت» جعل من أستراليا أول من قام بطرد سفير سوري.
وقد أكد رئيس الجمهورية «فرانسوا هولاند» أنه نتيجة لـ«ما حدث في الأيام الأخيرة خصوصاً المذبحة» فقد أجرى مجموعة اتصالات بدأت مع «دفيد كاميرون» وتوسعت نحو الحلفاء للضغط من أجل «إنهاء حكم نظام بشار الأسد» حسب ما ذكر في مداخلة تلفزيونية هي الأولى له منذ وصوله إلى الإليزيه.
وعندما سأله مقدم نشرة الأخبار ما إذا كان سوف يجيب على «سؤال برنار هنري ليفي» الذي طالب بعمل عسكري، أجاب بأنه «سمع السؤال» وأضاف بأنه ليس ضد «عمل عسكري شرط أن يتوافق مع القانون الدولي» أي بعد قرار في مجلس وأضاف أن العمل يجب أن يتكثف باتجاه الروس والصينيين من أجل حملهم على تغيير موقفهم.
وكان الفيلسوف الناشط الفرنسي برنار هنري ليفي قد وجه رسالة مفتوحة الى هولاند أعاد تكرارها قبل اللقاء التلفزيوني على نفس القناة، شدد فيها على ضرورة ان تعمد فرنسا الى «اتخاذ المبادرة في سوريا وعدم انتظار مجلس الأمن» .
وتساءل هنري ليفي الذي كان وراء اقناع نيكولا ساركوزي بالتدخل عسكريا في النزاع الليبي. «هل ستفعل فرنسا للحولة وحمص ما فعلته لبنغازي ومصراتة (في ليبيا)؟ هل ستستخدمون رصيدكم الشخصي المعتبر ورصيد بلادكم للعودة الى حلفاء الامس وتقرروا معهم ومع بريطانيا والولايات المتحدة والجامعة العربية وتركيا، استراتيجية تتجاوز ما يسمى الدعم الثابت لمهمة انان؟»، ولم يتردد في المقابلة من اتهام «فلاديمير بوتين بأنه مجرم».
وقد رد هولاند الذي يلتقي بوتين بعد أيام بأن «عملنا يكون بإقناع بوتين بضرورة التغيير في سوريا»، وأضاف برد غير مباشر على هنري ليفي بالقول «توجد وسائل غير العمل العسكري».
وكان فاليرو قد كشف الخطوط الجديدة للديبلوماسية الفرنسية فيما يتعلق بالملف السوري وأكد أنه يرتكز على ثلاثة محاور الأول «دعم مهمة كوفي عنان» والثاني «دعم نشر كامل فريق المراقبين» وأن يسمح لهم بالتنقل في كافة أرجاء سوريا بحرية تامة. أما المحور الثالث فهو العمل على الخروج من الأزمة «حسب الخطة التي أقرتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن ووافقت عليها سوريا». ورداً على سؤال في مؤتمره الصحفي نصف الاسبوعي حول «عرض الرئيس أوباما انتقال الأسد إلى الخارج في محاكاة للسيناريو اليمني» قال فاليرو بعد أن أكد أن باريس تتواصل مع الإدارة الأميركية وتنسق معها على كافة الصعد «إن خطة عنان تتضمن خروج الأسد» أي تتماثل مع ما قاله أوباما واستبعد المقاربات قائلاً «إن الوضع في سوريا لا يماثل الوضع في اليمن» كما نصح بعدم مقاربة الوضع الذي كان قائماً في ليبيا بالوضع في سوريا، في إشارة أيضاً لدعوة هنري ليفي بالتدخل عسكرياً.