التقى هيثم مناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي في المهجر الإدارة الروسية في موسكو
، وقد أجرت صحيفة «لوفيغارو» مقابلة مبارشة مع مناع بمناسبة زيارة فلاديمير بوتين إلى باريس ولقاء فرنسوا هولاند.
الفيغارو : هل الدعم الروسي للأسد هو دعمٌ غير محدود؟
هيثم مناع : يميز الروس بين الدولة والنظام. مايهمهم هو الحفاظ على الدولة، وبالمقابل لا يعتبرون أي شخصية من حاشية الأسد مقدساً بمن فيهم بشار. تريد موسكو بشكلٍ خاص الحفاظ على وحدة الجيش كضامن لوحدة الأراضي السورية ولاحترام مختلف الطوائف، وتبعاً للروس لن يتم أي حوارٍ إلا مع الضباط الذين لم يشاركوا في عمليات القمع. ليس لديهم موقفٌ جامد.
الفيغارو :ماهي استراتيجيتهم؟
ترى روسيا أن التدخل العسكري الأجنبي سيكون كارثياً. بالمقابل ناقشنا معهم إمكانية طرح كل ما يتعلق بالنظام على طاولة البحث. لقد وافقوا مثلاً على إعادة تشكيل الأجهزة الاستخباراتية كي لا تبقى في خدمة العصابة. يوجد في سوريا 1200 خبير مدني وعسكري إضافة إلى أن ما يقارب من 50000 روسي متزوج من سوري أو سورية. محاورونا في موسكو واعون للغاية للوضع في سوريا، خاصةً ميخائيل بوغدانوف، القريب من بوتين، الذي عمل في سوريا لتسعة أعوام ويتحدث العربية ويعرف ألقاب معظم مسؤولي المعارضة.
الفيغارو :هل هم في مرحلة ما بعد الأسد دون أن يبوحوا بذلك؟
كان جوابهم على هذا السؤال كالتالي: “من قال لكم أننا نريد الاحتفاظ ببشار بأي ثمن؟ إنه قرار الشعب السوري وليس قرارنا” بالنسبة للروس، رحيل الأسد قابل للطرح ضمن حلٍ شامل يحافظ على دور الجيش في المرحلة الإنتقالية، كما في مصر. إنهم بلا شك مهتمون بأن تتبنى سوريا الجديدة سياسةً دولية متوازنة. الحل الروسي للأزمة ليس بالضرورة لمصلحة النظام. لكن موسكو لا تريد أن تقع سوريا بين أيدي المجلس الوطني السوري “التجمع الرئيسي للمعارضة في الخارج”، الذي يعني، بالنسبة لهم، تركيا والأخوان المسلمين وحلفائهم في الخليج. بالنسبة لنا، كمعارضة، الحل لا يمكن أن يأتي إلا من تقارب أميركي روسي بدعمٍ من الأوروبيين. إن إبعاد روسيا كما اقترح حتى الآن من قبل تركيا وقطر وبعض الدول الأوروبية قد أخر كل الحلول. نتمنى أن يتغير ذلك.
الفيغارو :كيف سيتحقق هذا؟
لقد اقترحنا على الغرب والروس والجامعة العربية التأكيد مجدداً على خطة أنان التي يعني فشلها الحرب الأهلية. يجب علينا تعزيز بعثة مراقبي هيئة الأمم المتحدة بزيادة عدد موظفيها “حالياً 300” وتوسيع دورها من خلال وجود ثلاثين من الخبراء، بين خبراء متفجرات وأطباء شرعيين، إضافة إلى توفير معداتٍ أكثر كفاءة. أخيراً نطلب دعم الدول الغربية لتصبح هذه المهمة قوة حقيقية لحفظ السلام فيما اذا استمر النظام بعدم احترام خطة أنان. وبهذا الشكل سنتمكن من الضغط على بشار الأسد ونساعد بنفس الوقت الشعب على الأرض