ماذا يحدث في أبين؟ سؤال بدأ يطرح نفسه بعد أن أقدمت قوات الحرس الجمهوري في المحافظة على طرد وزير الدفاع اليمني ومحافظ المحافظة وغيرهم من القادة العسكريين من أحد المعسكرات، بينما كان الحشود تهتف شعارات مؤيدة للرئيس السابق علي عبد الله صالح ونجله. في حين استمرت المواجهات في أبين بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة، وعناصر تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن من جهة أخرى.
وحسب مصادر متقاطعة فإن قوات لواء الحرس الجمهوري رقم ٢٦ في في محافظة أبين تمردت فيما كان وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد في زيارةلـ«لودر» في المحافظة نفسها، ورفضت التوجه إلى «جبهة دوفس» للتصدي لعناصر «القاعدة». وقامت قوات الحرس الجمهوري بطرد الجميع من مقر اللواء بما فيهم المحافظ جمال العاقل الذي يتخذ من الثكنة العسكرية مقراً له. وعمدت بعد ذلك عناصر الحرس الجمهوري إلى رفع صور الرئيس السابق صالح ونجله العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري، وهتفوا بشعارات تنم عن طاعتهم لأوامر قائدهم، نجل صالح.
وتبذل حالياً في أبين محاولات مصالحة تقوم بها قيادات عسكرية وواجهاء المنطقة، لتلافي اتساع رقعة الأزمة.
وفي مدينة «جعار» في نفس المحافظة قام تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة» بحفر خنادق للدفاع عن معقله، وفي محاولة لكسب تأييد السكان أفرج عن عدد من الجنود الذين كان قد أسرهم في مواجهات سابقة بين الجماعة الإسلامية المتشددة والقوات الحكومية المدعومة من اللجان الشعبية، وذلك بعد تعهد الجنود بترك العمل مع الجيش. كما أجبر التنظيم العديد من شباب المدينة على القتال في صفوفه. ولا يعرف بالتحديد عدد الجنود الذين لا يزالون في أسر الجماعة ولا مصيرهم.
في هذه الأثناء، واصلت قوات الجيش اليمني قصف عدة مناطق في محافظة أبين وضمنها منطقتا «شقرة» و«العرقوب»، واستهدفت المواقع التي يعتقد أن عناصر «القاعدة» يستخدمونها كمنطلق لمهاجمة مدن المحافظة والسعي للسيطرة عليها.
وحسب مصادر عسكرية فإن ١١ متشددا من «القاعدة» لقوا مصرعهم، أمس، في غارة جوية بواسطة طائرة أميركية من دون طيار، استهدفت تجمعا لهم في مديرية «المحفد» بمحافظة أبين بالقرب من محافظة «شبوة».